الاثنين، 27 يناير 2014

خبرات دولية في ورشة الجودة والاعتماد الأكاديمي بجامعة العلوم الصحية

 إبراهيم الصافي – الرياض
تصوير: ماجد العمودي

انطلقت اليوم الثلاثاء بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ندوة وورش عمل أساسيات الجودةوالاعتماد الأكاديمي في التعليم العالي التي نظمتها وكالة الجامعة للتطوير والجودة النوعية ، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، وذلك بمركز المؤتمرات الدولي بالجامعة.
وتفضل معالي مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز العلوم الصحية، المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدكتور بندر القناوي بتدشين فعاليات الورشة بحضور الأستاذ الدكتور يوسف بن عبدالله العيسى وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأستاذ الدكتور عبدالمجيد العبدالكريم وكيل الجامعة للدراسات العليا والدكتور سعد المحرج مدير عام الشؤون الطبية بالشؤون الصحية لوزراة الحرس الوطني.
وحول أهمية الندوة ووورش التدريب المصاحبة، أوضح الأستاذ الدكتور محمد بن سعد المعمري وكيل الجامعة للتطوير والجودة النوعية، أن الجامعة تستضيف في هذه الفعالية اثنين من أفضل الخبراء في هذا المجال وهما البروفيسور دانيال هنت والبروفيسورة باربرا برزنسكي من الجمعية الأمريكية للكليات الصحية.
 وأضاف مبينًا أن هذه الفعالية عقدت للتعزيز من ثقافة الجودة وتدعم عمليات الاعتماد الأكاديمي على مستوى المؤسسة والبرامج الأكاديمية التي تسعى الجامعة لتطبيق أدق مقاييسه المعمول بها في أعرق المؤسسات الأكاديمية، ونوه المعمري بالدعم الكبير الذي تلقاه عمادة الجودة من قبل معالي مدير الجامعة والتي كان لها الأثر الكبير في تقديم الجامعة لبرامج أكاديمية ذات جودة عالية معتمدة على تقنيات حديثة في تخصصات صحية تخدم القطاع الصحي الوطني.
هذا وقد تضمن برنامج الحفل تكريم معالي الدكتور بندر والضيفين الدوليين والباحثة الدكتورة بثينة المرشد.




 


http://magazine.ksau-hs.edu.sa/index.php/news/1-2010-12-15-11-48-05/857-2014-01-07-12-05-56#.UuafuRDfrIU
  

المعمري يثمن الثقة الملكية ويؤكد أنها فرصة للمساهمة في التطوير الأكاديمي

عايض الشمري – الرياض       وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس التعليم العالي على قرر مجلس التعليم العالي في جلسته الخامسة والسبعين بتكليف الأستاذ الدكتور محمد بن سعد المعمري، وكيلاً لجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية للتطوير والجودة النوعية.من جهته، ثمّن الدكتور المعمري هذه الثقة الملكية التي ستتيح له الفرصة للمساهمة في بناء صرح جامعة العلوم الصحية، تلك الجامعة المتخصصة في مجالها والتى تقدم برامج صحية متميزة لتؤهل أبناء الوطن للعمل في القطاع الصحي، متقدما بالشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ولمعالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي، مدير الجامعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، على الدعم الذي تلقاه الجامعة من قبل معاليه لتعزيز الجودة والسير في عمليات الاعتماد الأكاديمي ووضع الخطط الاستراترتجية التى تساهم في أن تحقق أهدافها وتصل لأفضل المقاييس المعيارية.وأشار المعمري إلى أن مجال التعليم العالي والبحث العلمي تحديدا بحاجة ماسة لعقد العديد من ورش العمل للمساهمة في رفع المستوى العام بما يخدم خطط الدولة، ويؤهل الكوادر إلى أعلى مستويات العطاء الوطني أكاديميا وعلميا وثقافيا.لافتا إلى أن الجامعة حرصت على تأسيس وكالة التطوير والجودة النوعية للرقي بالبيئة الأكاديمية وتحديثها بتوفير كافة المتطلبات العلمية والبحثية من كوادر وأجهزة وتقنيات متطورة، ومن المعلوم أن أي تطور اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي رهين بالجودة النوعية الشاملة للتعليم، لهذا فإن جامعتنا تسعى لمواكبة التطور الملموس في التعليم العالي على مستوى العالم، وكل ذلك يصب في خدمة المجتمع والوطن ككل.الجدير بالذكر أن الدكتور المعمري أستاذا واستشاريا للأمراض الصدرية وله العديد من الاسهامات العلمية والأكاديمية، حيث يعد رائداً في إدراج سلامة المريض في المناهج الصحية ووضع الأُطر العامة للتدريب في فترة الامتياز، كما يعد رئيس التحرير المؤسس لمجلة الأمراض الصدرية المحكمة ورئيس فريق المبادرة السعودية لمرض الربو، وله عشرات البحوث المنشورة والعديد من الكتب في مجالي الأمراض الصدرية والتعليم الطبي.

http://magazine.ksau-hs.edu.sa/index.php/news/1-2010-12-15-11-48-05/871-2014-01-21-08-04-44#.UuafZBDfrIU

الأربعاء، 20 فبراير 2013

خواطر أكاديمية: كيف تسوق الجامعة نفسها؟


خواطر أكاديمية
كيف تسوق الجامعة نفسها؟
فبراير 2013
د. محمد بن سعد المعمري

في خضم حرص أي جامعة على العملية التعليمية، تغفل عن التخطيط لتسويق نفسها بطرق منهجية. فربما سعت في عملية التسويق إلى تغليب بعض الجوانب الهامشية التى تستهلك جهودها بدون الوصول للنتائج المرجوة. ولا بد أن يتم عمل تحليل شامل للوضع العام للجامعة ولاصحاب المصلحة المتعلقين بها قبل وضع أي برنامج تسويقي. وللوصول الى تحليل شامل لا بد من الارتكاز على اربع اساس: (1) تحديد الفئة المستهدفة وهم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لايجاد أفضل السبل لاستقطابهم عبر تحديد مكامن القوة في الجامعة. (2) تحديد المنافسين في المجال التعليمي ودراسة مواقع القوة لديهم ومكامن الضعف لايجاد الاليات المناسبة للوصول للفئات المستهدفة ولانتهاز أي فرص متاحة. (3) تحديد أطراف العلاقة داخل الجامعة وكيفية إشراكهم في تسويق الجامعة. (4) الوصول الى المجتمع على أكثر من مستوى مثل الجهات المرجعية العليا أو المؤسسات العامة أو الداعمين. فوضع تحليل متكامل لاصحاب العلاقة مع الجامعة، يساعدها على بناء خطة تسويقية متكاملة تخدم رؤيتها ورسالتها وأهدافها. ولا بد أن يتوافق مثل هذا التحليل مع برنامج موازي لتحديد هوية الجامعة عبر ابراز صوتها للمجتمع ورسم صورتها، لأن ذلك سينعكس على سمعتها إيجاباً أو سلباً حسب المجهود المبذول، فسمعة أي جامعة تبنى عبر تراكم تجارب على مدى زمني طويل ويصعب تغيره متى ما بداء يتكون في وعي المجتمع.

السبت، 19 يناير 2013

خواطر أكاديمية: من هو المعلم المثالي


خواطر أكاديمية
من هو المعلم المثالي
ديسمبر 2012
د. محمد بن سعد المعمري

نتحدث كثيرا علي أن العملية التعليمية تعتمد علي الطالب، وهذا لا يعني بالضرورة إهمال دور المعلم. حيث أن الطالب يبني شخصيته كممارس في مهنته من خلال مهارات وسلوكيات يكتسبها من المعلم بطرق غير مباشرة ومن دون أن يلاحظ المعلم ذلك. فالمعلم قد يكون طبيباً أو ممرضاً أو صيدلياً أو معالجاً تنفسياً أو أي عضواً في الفريق الطبي. فإذا كان المعلم مهنياً في تعامله دقيقاً في مواعيده وعضوا فاعلاً في الفريق الطبي، فسيكون أفضل من يزرع تلك القيم في الطالب. وإذا كان ينمي أيضاً ملكة الممارس الصحي المثالي لدى طلابه من خلال تعامله وسلوكياته، فسيستطيع أن يبني جيلاً يضع الرعاية الصحية المثالية والأمنه نصب عينيه، ويسعي حثيثاً إلي تطويره ذاته. فمن الأمثلة التي تؤثر سلباً علي الطالب تأخر المعلم عن محاضرته وعدم مصداقية معلوماته أو وعوده واهتزاز شخصيته. كما أن حرص الطبيب مثلاً علي رعاية مريضه وتواجده في عيادته وتفاعله مع الفريق الطبي، له تأثير سحري في صقل مهنية الطالب لكي يكون داعماً لمصلحة المريض.  فمع أن المعلم قد لا يلاحظ ذلك إلا أنها لها تأثيراً سلبياً كبيرا. فكما أن تلك الصفات تغرس وتنمي في الطالب من خلال المنهج الأكاديمي، فلا بد لأي منشأة تعليمية أن تتبنى برامج رائدة هدفها تنمية ملكات المعلم المثالي لدى أعضاء هيئة التدريس لديها. وهذا يبين مدى أهمية أطراف العلاقة في العملية التعليمية بأطرافها الرئيسة التي تتكون من الطالب والمعلم والمنهج والبيئة التعليمية.


الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

حواطر أكاديمية: البيئة التعليمية ... العامل المنسي


خواطر أكاديمية
البيئة التعليمية ... العامل المنسي
ديسمبر 2012
د. محمد بن سعد المعمري
من العوامل المؤثرة على العملية التعليمية، البيئة التي ينشأ فيها الطالب، فقد ينشغل الكثير من القيادات التعليمية بإعداد المناهج وإعداد أعضاء هيئة التدريس والمباني؛ لكنها لا تضع في الحسبان البئية التي يتعلم فيها الطالب، فالضغط النفسي الذي يقع عليه نتيجة تضارب أوقات الامتحانات وعدم تنسيقها، ووضع أسئلة لا تتوافق مع الأهداف التعليمية، وعدم وضوح عملية التقييم، جميعها تسبب له ضغوطاً عديدة ربما أثرت على تحصيله العلمي. كما أن استثارة روح التنافس البحت بين الطلاب يُنمِّي في دواخلهم النزعة نحو الأنانية، ويُزهِّدهم في تبادل المعلومات بين بعضهم، ويقتل روح المشاركة والجماعية مما يؤدي إلى تكون الشللية، وعدم التعاون للوصول إلى الأهداف المنهجية. وأفضل مثال لذلك ما يحدث في السنوات التحضيرية لبعض الجامعات، حيث يكون المعدل التراكمي العامل الوحيد المؤهِّل للقبول في التخصصات التى يرغبونها ـ أما البيئة التعاونية، فترفع من درجة التعاون بين الطلاب، ويزكِّي دوافع ورغبة المشاركة والعمل الجماعي بينهم، ويضاعف مستوى الحرص على تبادل المصادر المعرفية بين أفراد الدفعة الواحدة تعميمًا للفائدة، خاصة إذا كان المعدل التراكمي ليس العامل الوحيد لتحديد مستقبلهم. وقد يُصعب على أي منشأة تعليمية تهيئة بيئة تعاونية بين طلابها، لكن الأصعب محاولة تحويل البيئة التنافسية إلي تعاونية.

الأحد، 11 نوفمبر 2012

خواطر: لماذا تابعنا شبكات التواصل الاجتماعي؟


خواطر أكاديمية
لماذا تابعنا شبكات التواصل الاجتماعي؟
نوفمبر 2012
د. محمد بن سعد المعمري
يوماً بعد يوم تثبت مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية ـ مثل التويتر واليوتيوب ـ أنها منافس شرس للاعلام التقليدي، فعند وقوع أي حدث كبير، يتأخر الإعلام التقليدي من تلفزة وفضائيات وصحافة إلكترونية عن نقل الحدث مباشرة في حينه، ويعود ذلك لعدة أسباب لعل من أهمها حرصه على تقديم معلومة موثوقة تلافياً للإثارة. فلو أخذنا حادثة انفجار حافلة الغاز قبل أسابيع مثالاً، لوجدنا أن الإقبال على متابعة تداعيات الحدث وآثاره عبر التويتر كان شديدًا نظرًا لسرعته في نقل الوقائع مباشرة وتقديمها بشكل متسلسل لحظة بلحظة، لذا فقد كانت أول تغريدة بعد دقيقتين، ووقف الجمهور على أول معلومة ذات مصداقية عالية بعد أقل من 20 دقيقة مع تكوين ما يسمي "هاشتاق" عن الانفجار الذي قدَّم سيلاً من المعلومات والصور والأفلام القصيرة المصورة. ولكن يُعاب على تويتر عدم الدقة في تقديم المعلوم عند بداية الحدث، ويرجع ذلك بالطبع لعدم اتضاح الرؤية، وكذلك لسعي البعض ـ عن قصد أو بسوء نية ـ لاختلاق أو تقديم تفسيرات متضاربة ربما أدت إلى ردات فعل سلبية. ومع أن تلك الوسائل ساهمت في دفع العديد من المتحدثين الرسميين إلى الظهور عبر وسائل الإعلام التقليدي لتنوير الرأي العام بوقائع الحدث، إلا أن وسائل الإعلام الجديد نفسها تلقفت تصريحاتهم وأعادت بثها. ويعود ذلك إلى أن كثيرًا من القطاعات الرسمية تخلَّفت عن اللِّحاق بركب وسائط الإعلام الإلكتروني مما تسبَّب في بطء وصول المعلومة الموثقة. بينما تمكنت القطاعات التي تواجدت مبكراً في الشبكات الاجتماعية من بث تغريدات تحوي العديد من الرسائل والأخبار، مثل: عدد المصابين، الوفيات، التطورات وبعض النصائح، ونتيجة لذلك شكلت بإعادة بثها لتصريحات المسؤولين مصدرًا معلوماتيًّا دقيقًا لمئات الآلاف من المتابعين مما قلل من خطر انتشار الاشاعات، بل وقدمت انطباعاً جيدًا عن قدرتها على التواصل. والذين كان لهم السبق والمبادرة في تغطية الحدث هم أصحاب المواقع النشطة على التويتر والفيس بوك وقنوات اليوتيوب من قبل وقوع هذا الحدث، وهم أيضًا الذين تمكنوا من جذب واستقطاب إعداد كبيرة من المشتركين والمتابعين منذ مدة طويلة.
  ولعل تجربة  الحساب الخاص بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وكذلك الحساب الخاص بطلابها كانا مثالاً جيداً للتواصل مع اسرة الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وتزويدهم بالعديد من الرسائل والتوجيهات مباشرة ولحظة بلحظة، وتعدُّ هذه دون شك تجربة حية تسلتزم العمل على تطويرها بُغية تحقيق أقصى فائدة منها ما أمكن.
إن التواجد في الشبكات الاجتماعية غير مكلف بالطبع، ولكنه يتطلب تكوين فريق عمل نشط ومُلمٍّ بفعالية القطاع، ولديه ارتباط وتواصل سريع مع متخذي القرار مما ييسر له إمكانية تزويدهم برسائل اعلامية موثقة، وبجانب ذلك يتمتع بانسيابية وحيوية في التجاوب مع استفسارات المتابعين، مما يساعد على بناء قاعدة عريضة ومتنوعة منهم. ويُمكِّن في الوقت نفسه المتحدثين الرسميين من مخاطبة شريحة كبيرة من الجمهور عبر إعادة نشر تصريحاتهم. أما في الأحوال الطبيعية فإن تلك المواقع تشكل وسائل توعية فعالة في خدمة المجتمع وتنمية الوعي العام.

خبر: أول دليل إرشادي لأطباء الأمتياز في المملكة


أول دليل إرشادي لأطباء الأمتياز في المملكة
صدر عن كلية الطب – الرياض بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدليل الأرشادي لأطباء الأمتياز للمهارات الاساسيىة (Medical Internship curriculum: Framework for Medical Intern’s Competencies) والذي قام بتأليفه د. محمد بن سعد المعمري الاستاذ المشارك بكلية الطب ووكيل الجامعة المساعد للشؤون التعليمية. ويتكون هذا الدليل من ثمانية أجزاء تحتوي على نبذة عن تاريخ سنة الأمتياز، وأسس المهارات الاساسية ، وطريقة ادارة هذه الفترة، وأهدافها مع قائمة بالمهارات الأساسية وطريقة تقيمها. ويأتي هذا الدليل ليسد فراغاً كبيراً حيث يفقتد مجال التعليم الطبي لأي برنامج مماثل لتوجية الخريجين الجدد قبل بداء فترة تدريب الدراسات العليا. ويعد السبب الرئيسي لعدم توافر دليل مماثل إلى أن تجربة شمال أمريكا كانت بضم فترة الأمتياز للدراسات العليا، أما في بريطانيا وأستراليا فطورتها إلى برنامج تأسيسي يستمر من 2 إلى 3 سنوات. ويجرى في الوقت الحالي مناقشته من قبل لجنة عمداء كليات الطب السعودية لتطبيقه على المستوى الوطني. وقد قام د. المعمري بإعداد هذا الدليل أثناء فترة تأسيس فترة الأمتياز بكلية الطب بالرياض وقام بمراجعة البرنامج عدد من الخبراء في مجال التعليم الطبي ومنهم أ.د. يوسف العيسي وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، وأ.د. هنك شمدت رائد التعليم الطبي ومدير جامعة أرسماس بهولندا، وأ.د. براين جولي مدير مركز التعليم الطبي بجامعة موناش بأستراليا، ود. محمد الغيهب مدير وحدة الأمتياز. ويمكن الوصول إلى نسخة اليكترونية من الدليل عبر موقع كلية الطب والجامعة على الأنترنت.

الثلاثاء، 29 مايو 2012

خواطر أكاديمية: القيادة ليست موهبة فقط! - الجزء الثالث: من هو القائد من المستوى الخامس


خواطر أكاديمية
القيادة ليست موهبة فقط!
الجزء الثالث: من هو القائد من المستوى الخامس
د. محمد بن سعد المعمري
مايو 2012
أستمراراً لطرحنا في الخواطر السابقة عن مفهموم القيادة هل هي فطرية أم مكتسبة؟ نستمر في سلسلة هذه المقالات عن القيادة حيث كانت أول خاطرة عن أهمية الذكاء العاطفي والاجتماعي والتغيري ثم عرجنا على مفهوم القيادة المبني على اسس فهم التابعين والعمل والظروف المحيطة به (النظريات السلوكية). واليوم نكمل حديثنا عن مفهوم تسلسل مستويات القدرات القيادية والتى تتكون من خمس طبقات مبنية فوق بعضها حتى الوصول إلى إعلى مستويات القيادة. ففي المستوى الأول لا بد أن يكون القائد شخصاً مؤهلاُ وكفواءً ومنتجاً وموهوباً، وتعد هذه الصفة حجر الأساس التى بدونها لا يمكن بناء الشكل الهرمي للقيادة، يضاف إلى ذلك قدرة هذا الشخص على التسامي على روح الأنا و الاندماج في العمل الجماعي بفعاليه يذيب فيه الفروق بين العاملين وينشط الامكانيات الكامنة للافراد للوصول إلى انتاجية عالية وأداء متقن. أم المستوى الثالث فلا بد ان يكون لدى القائد حس الأدراي الكفؤ وفهم أليات عمل المنشأة وسلوكياتها ومراكز القوى فيها مما يساعده على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب لتحقيق أهداف المنشأة والبعد بذكاء عن مواطن الاختلاف والتعامل معها بإيجابية. جميع هذه المستويات تؤدي إلى المستوى الرابع وهو الوصول إلى درجة أن يكون قائداً فاعلاً وناجحاً، فيوجد في بعض المنشئات من وصل للقيادة عن طريق التسلسل البيروقراطي أو الاقدمية أو عوامل اخرى لكنه بفقتد إلى القدرات الشخصية الاساسية وروح العمل الجماعي والقدرة الأدراية، بحيث لا يتمكن من وضع المنشأة على الطريق السليم وبث روح الابداع والاستمرارية والتنافسية بين أرجائها، وذلك بعكس القائد الفاعل الذي وصل إلى موقعه بكفاءة حيث تكون له بصماته على المنشأة عبر وضع رؤية واضحة وقيم عالية واياصلها للتابعين ورسم استراتيجيات محددة لتحقيق أهداف المنشأة.  وأعلى المستويات في القيادة ويسمى "قائد من المستوى الخامس"، والذي بينت الدراسات أنه الشخص الذي استطاع أن يفى بالمستويات الأربعة السابقة، لكنه تميز بصفتين رئيستين متضادتين وهما: المهنية العالية والاحترافية المتقنة في التعامل مع ظروف العمل وتحدياته الداخلية والخارجية، وكذلك تأصلت في سلوكياته روح التواضع والتسامح والبعد عن الأنانية. أن تلك المستويات لا توجد مفصولة على أرض الواقع، لكنها تمتزج في شخصية القائد وروحه ومشاعره ليكون فعلاُ قائد من المستوى الخامس.

(الجزء الاول والثاني على مدونتي: http://www.almoamary.blogspot.com/)


الأحد، 22 أبريل 2012

خواطر أكاديمية: القيادة ليست موهبة فقط ! - الجزء الثاني


خواطر أكاديمية
القيادة ليست موهبة فقط!
الجزء الثاني
د. محمد بن سعد المعمري
أبريل 2012
هل القيادة بالفطرة أم مكتسبة؟ سؤال طرحناه في خاطرة الشهر الماضي ونستمر في الإجابة عليه، في هذا الشهر نطرح سؤالاً إضافياً: من هو القائد؟ فالنظرة التقليدية للقائد أنه يولد بجينات القيادة، وترى  أنه ينحدر ـ في كثير من الأحيان ـ من أصول القيادة فيها متوارثة، لكن تبيَّن خطاء هذا الاعتقاد، نظرًا لوجود أمثلة لأشخاص ورثوا القيادة وهم ليسوا أهلاً لها، وقد أدى هذا إلى ظهور نظرية مغايرة افترضت أن الاستعداد للقيادة يتوفر في أشخاص ذوي مواصفات معينة يمكن تحديدهم، مثل أن تكون الشخصية: اجتماعية ومنطلقه، ملتزمة بمهام عملها، تتمتع بمرونة كافية، تقبل التجارب الجديدة بانفتاح. ومرة أخرى لم تستطع هذه النظرية توصيف من هو القائد؟ ونتج عن ذلك تطور في مفهوم القيادة، وظهور تعريف جديد لها يربطها بقدرة القائد على وضع العامل الإنساني في الاعتبار بجانب احتياجات الموظف وتطلعاته، ويربطها أيضًا بقدرته على تحديد أهداف العمل. وساعد ذلك في تحديد معالم وصفات القيادة، وفي إدراك الأثر الإيجابي للتدريب في مساعدة بعض ممن لديهم القابلية على بلوغ هذه المرحلة. وطُوِّرت هذه النظرة بإضافة بُعدٍ آخر يتمثل في قدرة القائد على تفهم توجهات وقدرات ومدى استعداد التابعين له على الأداء؛ بحيث يتواصل التعامل معهم بناءً على ذلك. فالموظف الراغب في العمل لكنه يفتقد القدرة فيمكن تدريبه، أما الموظف الذي يفتقد الرغبة والقدرة، فيُوجَّه ويُؤمر بالتدرب على العمل وأدائه، بينما يجدر التواصل مع من يملك القدرة ولكنه يفتقد الرغبة، إضافة إلى تذليل العقبات أمامه تعزيزًا لرغبته. ومن يجمع بين الرغبة والقدرة، فيُشجَّع على مزيد من الأداء والعطاء والإنجاز. ومن تبعات هذا البعد الإضافي، أهمية وجود نظام للثواب والعقاب لتحفيز العاملين، وكذلك للتعامل مع من لا يتجاوب مع توجهات المنشأة رغم الإجراءات المحفزة.
إن القيادة عملية معقدة وتعتمد على العديد من العوامل الشخصية والقدرات والذكاء الفطري والتحكم بالمشاعر والقدرة على التغيير. فالتعامل مع عدد كبير من الموظفين من خلفيات مختلفة واهتمامات متفاوته يعد عامل تحدى كبير، وعند ربطه مع أهداف المنشأة والخدمات التى تقدمها للطلاب في حالات التعليم الاكاديمي أو المرضي في القطاع الصحي، يتضح الدور الهام لقيادة المنشأة لخلق توازن بين كافة أطراف المعادلة.
(الجزء الاول على مدونتي: http://www.almoamary.blogspot.com/)

الجمعة، 30 مارس 2012

خواطر أكاديمية: القيادة ليست موهبة فقط !

خواطر أكاديمية
القيادة ليست موهبة فقط !
مارس 2012
د. محمد بن سعد المعمري
هل القيادة بالفطرة أو مكتسبة؟ يعتقد الكثير أن القيادة تأتي بالفطرة، وهذه العبارة متى ما أصبحت حقيقة راسخة فمن الصعوبة إعادة تكوين القناعات بشأنها. والقيادة مثلاً لها علاقة وثيقة بالذكاء الفطري، ولكن هذا يقودنا إلى سؤال أخر، هل الذكاء الفطري يكفي في القيادة؟. أسئلة بسيطة لكنها أساسية ومحورية. فالموهبة الادارية القيادية لا ترتبط بالذكاء الفطري فقط، بل لها أبعاد وعوامل أخرى منها عامل الذكاء العاطفي الذي يبين مدى قدرة القائد على تحديد المؤثرات العاطفية على قراره وفهما والتعامل معها بحيث لا تكون ذات تأثير غير محايد على قراره. كما يعد عامل الذكاء الأجتماعي جانب أخر مهم بحيث يستطيع القائد أن يستشف الضغوط على العاملين لديه واستيعابها ووضع الحلول التي تخففها عليهم. كما أن عامل القدرة على توقع التغير في بيئة المنشأة بحيث يستطيع القائد أن يتبنى التغيير قبل أن يفرض عليه. كما أن هناك خلط بين مفهوم القدرة على القيادة والقدرة على الادراة، فالقائد هو من يحمل رؤية واضحة ينقلها إلى أفراد العاملين لديه ويستطيع أن يضع الآليات المناسبة للوصول لها، أي أنه الشخص الذي يستطيع تحديد الأشياء الصحيحة لمنشأته. أما المدير فهو الذي يعمل على تنفيذ الرؤية والسياسيات ويتابع تنفيذها ويضع الانظمة واللوائح للوصل لها. وبطبيعة الحال أنه لا يوجد قائد بحت أو مدير بحت، ولكن هناك تداخل بين مهامهم، لذا ينبغي معرفة وتحديد الحواجز الهلامية بينهما لكي لا تتضارب المهام. وتتطلب ترقية المدير لدور قائد اعادة صياغة لمهام العمل للتخلص من مهام المدير والتركيز على ما يهم المنشأة ككل. كما أن علم وخبرة القيادي في قطاعه لها دور كبير في نجاحه وفعاليته. وعندما نسقط محتوى هذا العلم على الحياة الأكاديمية، نجد أن مجال التحدى فيه كبير لعدة أسباب منها أن خدمة التعليم تقدم إلى جيل مختلف عمرياً عن واضعي الرؤى، كما أن الحياة الأكاديمية يغلب عليها الأسلوب التشاورى والتوافقي، كما أن الألتزام بالوقت يعد عاملا مقدسا، فلا يمكن أن تؤخر بداية دراسة أو أمتحان لأي سبب. وخلاصة القول أن القيادة متعددة الابعاد، ومع أن الموهبة مهمة، لكن لا بد من تعزيزيها وتنميتها للوصول إلى مرحلة القيادة الفاعلة الايجابية الغير سلبية.

السبت، 25 فبراير 2012

خواطر أكاديمية: لا تنافسية بدون خطط استراتيجيةخواطر أكاديمية

خواطر أكاديمية

لا تنافسية بدون خطط استراتيجية

فبراير 2012

د. محمد بن سعد المعمري

يعد التنافس في مجال التعليم الاكاديمي أحد المحفزات لتطوير العملية التعليمية. وتشمل مجالات التنافس تحقيق معايير عالية للجودة وتسارع عمليات التطوير والاعتماد الاكاديمي للحصول على مواقع متقدمة محلياً ومن خلال التصنيفات العالمية. فالعولمة تجاوزت الحدود الطبيعية وسهلت التواصل والتعلم عن بعد. كما أن الحصول على الدعم المالي يتطلب ابراز الجهود والانجازات والمخرجات للوصول الى مراكز صنع القرار لاقرار الميزانيات المطلوبه. وتعرف التنافسية بأنها قدرة المنشأة التعليمية على تقديم خدمة تعليمية وانتاج علمي وبحثي عالي الجودة يرتقي بمخرجاتها العلمية ويجعلها عامل جذب لافضل طلاب واعضاء هيئة تدريس؛ مما يكسبها قدرات ومزايا تنافسية في سوق العمل، ويساعدها على تقديم خدمات المجتمع مما يعزز من تواجدها في فعالياته العديدة. والعوامل المؤدية للتنافسية هي انعكاس للمخرجات الاساسية لأي منشأة تعليمية في مجالات البحث والتعليم وخدمة المجتمع. وللوصول لمخرجات عالية الجودة لا بد أن يكون للمنشأة رؤية طموحة ورسالة واضحة وقيم عالية ليتم من خلالها رسم اهداف استراتيجة مستقبلية تعتمد على دراسة الواضع الراهن وعوامل القوة والتحديات والفرص المتاحة. ويتم تقديم كل ذلك من خلال خطة استراتيجة تترجم رؤية ورسالة القيادة العليا وبمشاركة من منسوبي المنشأة التعليمية. كما أن الخطة الاستراتيجية لا بد ان تكون متوائمة مع السياسات المرسومة لقطاع التعليم العالي لتكون المنشأة جزءً مكملاً لتلك السياسات. ولكي يكتب النجاح لأي خطة لا بد من أن تصاحبها خطة عمل واضحة وأليات تنفيذ قابلة للتطبيق وبرنامج زمني محدد. إن التنافس في المجال الاكاديمي والحصول على الاعتمادات الاكاديمية والوصول لتصنيفات عالية لا يأتي بعمل عشوائي أو فردي، بل من خلال عمل جماعي تعاوني منهجي وبدعم من خبرات متخصصة. إن اعداد الخطط الاستراتيجية بطريقة سريعه مع قفز للمراحل واستعجال النتائج وعدم تطبيق الاليات المناسبة، ينتج عنه هدر للجهود والامكانيات وتفويت فرصة التميز والتخلف في سباق التنافسية. كما أن رسم تلك الخطط على مستوى القيادات العليا وفرضها بقرارات ادراية يزيد من فرص مقاومة تطبيقها أو عدم الألمام بها. إن الوصول إلى التنافسية واستدامتها، يعد تحدياً كبيرا لقيادات أي قطاع ما لم تعمل على تطبيق طرق منهجيه للوصول لها.

الجمعة، 20 يناير 2012

خواطر أكاديمية: الاخفاق في المرحلة الجامعية

خواطر أكاديمية

الاخفاق في المرحلة الجامعية

يناير 2012

د. محمد بن سعد المعمري

إن من أهم محطات العمر للإنسان المرحلة الجامعية التي تعد وسيلة لتحقيق اهدافه المستقبلية، خاصة إذا وفق في تحقيق رغبته في التخصص المطلوب. والمرحلة الجامعية تعد نقلة نوعية في حياة الطالب من طرق تعُلم تقليدية إلى مرحلة جديدة تعتمد بشكل كامل على الطالب وتجاوبه وقدرته على التفكير الابداعي المستقل. وتتفاوت المرحلة الانتقالية هذه حسب قدرات الطالب وتهيئته واستعداده للتغير. فهناك طلاب تظهر علامات نبوغهم بشكل مبكر، وأخرون يقضوا بعض الوقت للتكيف مع الوضع الجديد. وهناك نسبة أقل يخفقوا في التعايش مع الحياة الجامعية. وهنا يأتي دور الجامعة في تقليص فترة التأقلم مع التغير الذي يواجه الطالب عبر تهيئة استرتيجيات معده سلفاً للإرشاد الطلابي. فمن اهم العوائق التى تواجه الطالب خروجه من بيئة اعتاد عليها لسنوات طويلة ومع مجموعة محددة من أصدقائه في التعليم العام الذي غالباً ما يكون من مستوى اجتماعي متقارب إلى بيئة جديدة بها اطياف مختلفة من الطلاب وتنافس بينهم لتقارب مستوايتهم العلمية وحرية في استثمار الوقت المتاح. كما ان التعلم تغير من التلقين إلى الاعتماد على تحقيق الاهداف التعليمية من مصادر علمية مختلفة. عطفاًعلى احتمالية بعض المصاعب المتعلقة بالدعم اللوجيستي للطالب التي تتغير بشكل جوهري من مواصلات وازدياد الحاجة المادية لتأمين متطلباته التعليمية. وهذه العوامل مجتمعة او متفرقة يكون لها تأثير تراكمي يؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي للطالب الذي يؤدي إلى الإخفاق الكلي او الجزئي. إن إحتواء المرحلة التحضيرية على برامج إرشادية ومسانده تعزز من قدرات الطالب وتساعده على التعرف على نقاط القوة لديه وكيفية التعامل مع اي عوامل ضعف لديه مبكراً يساعده على التعامل معها او طلب المساعدة اذا دعت الحاجة. كما أن وجود أليات تكتشف اي بوادر اخفاق لدى الطالب مثل تراجع مستواه الاكاديمي او كثرة غيابه او سوء تصرفاته، تساهم على التعامل معها وتحويلها إلى نقاط قوة. ولا يفوتنا هنا اهمية تكامل هذه الجهود مع اسرة الطالب في حالة استمر الإخفاق لكل لا يفاجأوا بإنسحاب ابنهم، خاصة اذا استنفذت كل الحلول المتاح، لتتكامل العوامل المؤديه للنجاح في الفترة الجامعية بأبعادها الثلاثة المكونة من الطالب والجامعة ولاسرة.

الاثنين، 2 يناير 2012

خبر: الحصول على درع تميز

بحمد الله وتوفيقه استلمنا اليوم درع جامعة الملك سعود للتميز عن انجاز المجلة العلمية (Annals of thoracic medicine) لحصولها على أعلى (Impact FActor) والاعتراف بها من قبل (ISI)

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

خواطر أكاديمية: تحديات غرس القيم الحميدة

خواطر أكاديمية

تحديات غرس القيم الحميدة

ديسمبر 2011

د. محمد بن سعد المعمري

لم تصنع المحاولات العديدة لتقنين وتنظيم ما يبث للنشء الجديد أنموذجاً وطنيًا يُعتدُّ به، فلم نرى ـ سابقاً ـ إلا ترجمات أو (دبلجات) لمنتجات عالمية جرى تطويعها قسراً لتناسب المجتمع، مما يستلزم أنموذجاً يستمد من تراب الوطن، ويتشرب قيمه ومعاييره لتقديم أنموذجًا مثاليًا للشخصية السعودية.. يُجسِّد أهدافها، ويُعبِّر عن قيمها، ويترجم مشاعرها، ويُنفِّس همومها، ويحمل طموحاتها، ويُمثلها في مناسباتها وقضاياها. إن ترسيخ المعايير الثقافية والاجتماعية والأخلاقية لأي مجتمع؛ ليس عملية سهلة، وإنما هو مخاض عسير. فتقاليد كل بيت تعد مكوناً رئيساً لنسيج المجتمع وثقافته، لذلك كان هذا النسيج سهل التكوين في الماضي الجميل إذ إن تكرار أنماط بسيطة في المجتمعات الصغيرة المغلقة، يُنتج نسيجاً اجتماعيًا متماثلاً يسعى الكل إلى احترامه وتقديره واتباع عاداته في ظل أعراف اجتماعية متوارثة يخشى الجميع تجاوزها؛ لأنها بثت في سنى العمر الأولى حتى نمت لتشكل مكوناً رئيسًا في شخصية الفرد. ومع انفتاح المجتمع وتعدد العوامل المؤثرة فيه ـ داخليًا أو خارجيًا ـ نجد أن العملية أصبحت أكثر تعقيداً مع تعدد ألوان النسيج الاجتماعى وأشكاله وتكوينه. فالنشء الجديد يتاثر الأن بالفضاء الإلكتروني الذي يعج بما لا يمكن إحصاؤه من القنوات الفضائية ذات الأيدولوجيات المتعددة، والأجندات الخفية المخيفة؛ أما عالم الأنترنت الافتراضي فبلا حدود أو معايير أو اخلاقيات، عالم يصعب التحكم فيه إلا بمنعه، وهذا يعد انتحاراً ثقافياً. كما أن المدارس أصبحت عالماً شائكاً يضم أطيافاً بخلفيات ثقافية واجتماعية وعقائدية متباينة، تتجاذب النشء يميناً ويسارأ. ومن المؤسف أن تختفي رقابة القرية القديمة حين كان الطفل لا يشعر باليتم لأن الجميع يرعاه ويتابعه ويحرص عليه، لتُستبدل بثقافة المدينة التى يصعُب أن تتحكم فيها معايير أو أخلاقيات أو قيم. ومن هنا تأتى معاناة الجيل الجديد الذي يفتقد الأنموذج المثالي الذي يشاهده من صغره لكي يسدَّ العديد من الثغرات التربوية، وليعوِّض غياب الوالدين الفعلي أو المعنوي.

السبت، 3 ديسمبر 2011

خبر: دورة الاتجاهات الحديثة في التعليم الطبي تعقد غي جدة

الاتجاهات الحديثة في التعليم الطبي

نظمت جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بكلية الطب بجدة ندوة علمية عن الاتجاهات الحديثة في التعليم الطبي في نسختها الخامسة Innovative Concepts in Health Professional Education: 2011 وذلك خلال الفترة من السبت 26 إلى الأربعاء 30 ديسمبر 2011م. صرح بذلك وكيل الجامعة المساعد للشئون التعليمية الدكتور محمد بن سعد المعمري مشيراً إلى أن هذه الندوة تأتي في سياق جهود الجامعة وحرصها للرقي بالتعليم الصحي في المملكة ليصل إلى مستوى العالمية في معايير الجودة والتميز، وتعد هذه الندوة إحدى فعاليات البرنامج الشامل لمهارات أعضاء هيئة التدريس الذي تقوم به الجامعة منذ انشائها حيث تسقتطب نخبة من المتخصصين العالميين في مجال التعليم الطبي من جامعات عالمية عريقة للمشاركة في برامجها المتعددة. وأشار أن هذه البرنامج يلقى كل دعم من قبل معالي مدير الجامعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية والمشرف على العيادات الملكية الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي من أجل تهيئة بيئة أكاديمية متميزة للمدن الطبية التابعة للشؤون الصحية للحرس الوطني.

ومن جانبه أشار الأستاذ الدكتور حسن با عقيل عميد كلية الطب بجدة حيث عقدت الندوة بأن جلسات الندوة تتوزع بين أربعة محاور والعديد من ورش العمل. ويتناول المحور الأول أسس التعليم الطبي الفعال حيث سيتم مناقشة الهياكل والمناهج الأكاديمية لكليات الجامعة التى بُنيت على الاتجاهات الحديثة في التعليم الصحي وكيفية ادارتها والعمل على استمرارية تطويرها، وأنماط وأساليب التعليم الصحي وعلاقتها بالعملية التعليمية، وفهم المنطق والنظريات التي يقوم عليها التعليم الطبي المبني على البراهين، والتعليم التفاعلي وتطبيقاته، وحلقات النقاش الجماعي والحلقات الدراسية وتطبيقاتها في التعليم الطبي. أما المحور الثاني فسيتناول تطوير المناهج في التعليم الطبي من خلال التطرق إلى مفهوم ومستويات واليات تطوير الخبرات الطبية، والتفكير المنطقي والنظريات العلمية للتعليم السريري، مع عرض لتجربة الجامعة في إدراج مفاهيم البحث العلمي، وطب المجتمع، والتطوير المهني كعناصر أساسية في مناهج التعليم الطبي، وفهم الآليات والإجراءات التعليمية لتدريس وتقويم السلوكيات المهنية في مجال الطب، وإعداد وتقويم الأهداف التعليمية في مناهج التعليم الطبي. وسيتم التركيز على مهارات الإشراف على التعليم السريري في المحور الثالث، وسيناقش المشاركون في هذا المحور الفرص والتحديات والأساليب الفعالة في التعليم السريري، وتدريس وتعليم المهارات السريرية، وإعداد وتنفيذ المحاضرات والدروس التفاعلية، وأهمية ودور الإشراف في التعليم السريري، وأهمية ودور الإرشاد في التعليم السريري. وستنهي الندوة أعمالها بالمحور الرابع والذي سيخصص لتناول آليات وإجراءات التقويم في التعليم الطبي وكيفية هيكلة التقويم وتعزيز جودة محتواه.

خواطر أكاديمية: خير خلف لخير سلف

خواطر أكاديمية – د. محمد بن سعد المعمري

نوفمبر 2011

خير خلف لخير سلف

مشاعر مختلطة عشناها الايام الماضية، بين فرحة بسلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- بنجاح العملية التى تمت له بمدينة الملك العزيز الطبية للحرس الوطني، وحزن عميق لفراق الامير سلطان بن عبدالعزيز بعد معانة طويلة مع المرض. الأمير سلطان ذلك الأنسان الذي أقترن دوماً بالخير والعطاء، ولم يذكر إلا ونتستذكر ملحمة وطن بذل في خضمها سبعة عقود قضى جلها في الخوض عن كيان الوطن. لمسات إنسانية نراه وهو يداعب طفلاً معاقاً، أو يتكفل بحفر أبار للعطاشى في أفريقيا، أو بما يقدمه من خدمات أنسنانية عبر مؤسسته الخيرية. لحظات حزينة عشناها منذ أعلن خبر انتقاله لمثواه الاخير حتى حط جثمانه أرض الوطن وورى في ثراه. أفواج كبيرة كانت متواجدة كل الوقت يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين في لمسة وفاء أخوية أبى إلا ان يكون مع الجميع رغم فترة النقاهة التى يقضيها.

ومع أن المصاب جلل، إلا أن الوطن لملم أحزانه، وألتمت الأسرة المالكة ممثلة بهيئة البيعة لتبارك لخادم الحرمين الشريفين تعيينه أخاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية. والأمير نايف رجل دولة بكل ما تحمل الكلمة، وهو غنى عن التعريف ويكفى أن يذكر أسمه حتى يبرز الأمن والأمان وحماية الوطن ومحاربة الارهاب كإنجازات شهد لها القاصي قبل الداني. ملفات كثيرة وإنجازات أكثر في مجالات عديدة مثل الإعلام والشؤون الاسلامية والتنمية البشرية وحل معضلة البطالة وغيرها كثير. ومع كل ما مرت به المنطقة من أزمات في الفترة الماضية، نجد أن سفينة الوطن استطاعت بحول الله وتوفيقه من عبور أمواجه العاتية هادئة مطمئنة مدعمة بتماسك الجميع وتلاحمهم مع قيادتهم. وما زاد تلك السفينة ثباتاً مقدرة مؤسسة الحكم على الانتقال السلس والهاديء لولاية العهد من خير خلف لخير سلف تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- الذي اعتدنا منه حنكته وبعد نظره في تعيينه من هو أهل لحمل المسؤولية بكل جدارة واستحقاق.

فمثل الأمير نايف نهنئ به الوطن والمواطن لما يحمل من حب وخير واخلاص قل أن يوجد مثله.

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

المدونة الصحية الاكاديمية - د. محمد بن سعد المعمري: خواطر أكاديمية: عام جديد ومحطات عديدة للوطن

المدونة الصحية الاكاديمية - د. محمد بن سعد المعمري: خواطر أكاديمية: عام جديد ومحطات عديدة للوطن: خواطر أكاديمية عام جديد ومحطات عديدة للوطن أكتوبر 2011 د. محمد بن سعد المعمري مع ترحيبنا بمن أنضم إلى الجامعة من طلاب وطالبات في...

خواطر أكاديمية: عام جديد ومحطات عديدة للوطن

خواطر أكاديمية

عام جديد ومحطات عديدة للوطن

أكتوبر 2011

د. محمد بن سعد المعمري

مع ترحيبنا بمن أنضم إلى الجامعة من طلاب وطالبات في مختلف الكليات وبرامج الدراسات العليا في العام الأكاديمي 2011/2012، نبارك لأنفسنا وللوطن بعدة مناسبات منها عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات، وكذلك اليوم الوطنى تلك الذكرى العزيزة على قلوبنا التى تحمل عبق التاريخ على مدى ثمانية عقود بما تحمله من تفاصيل ملحمة قل أن يجود التاريخ بمثلها انطلقت قبل أكثر من قرن ليعيد المؤسس توحيد أرجاء الوطن في نسيج متناسق متكامل وكيان فرض مكانته عاليا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا. جاء المؤسس برؤية انبثقت من عزيمة صادقة قوية تُبشر ببزوغ فجر جديد يلُم أرجاء الوطن في مشروع عالمي له اولوياته ومصالحه وصداقاته.

إن الراصد لمسيرة وطن في عام مضى ليجد محطات عديدة تستحق التوقف عندها مثل استمرا التوسع الكمي والكيفي في التعليم العالي بحيث نقترب من توفر مقعد لكل طالب، وكذلك استمرار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث حيث يقارب من انظموا له مائة وعشرون ألف مبتعث. ومثلما شهدنا افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية العام الماضي، نشهد هذا العام افتتاح مشروع جبار أخر وهو جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الذي يعد علامة بارزة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكان هناك أيضا قرارات ذات بعد استراتيجي بعيد الأمد تتعامل مع معضلة توفير السكن للمواطنين عبر برنامج طموح متعدد الأبعاد، وكذلك التعامل مع البطالة بشكل جدي بعد اعلان حجم تلك المشكلة لتعطى دلالة على جدية تلك القرارات التى تُعنى بإيجاد حلول فاعلة لها. ولا بد من الاشارة إلى قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز الذي اعلنه في اليوم الوطني عند تشريفه لمجلس الشورى بتعزيز دور المرأة في المجتمع عبر مشاركتها في مجلس الشورى والمجالس البلدية، والذي تجاوز –حفظه الله- سقف توقعات المراقبين، ويمهد للمزيد من مشاركة المرأة في المسؤولية الاجتماعية. وتوجت مسيرة هذا العام بموقف رائع تمثل في اللحمة بين الوطن والمواطن وبين الشعب وقيادته التى عززت من قدرة سفينة الوطن من عبور أمواج عاتية مرت بها المنطقة، وتزيد من زخم قدرتنا على تحقيق العديد من الانجازات وتجاوز الكثير من التحيديات.

مرجع شامل للتعايش مع أمراض الصدر

مرجع شامل للتعايش مع أمراض الصدر

صدر حديثاً للدكتور/ محمد بن سعد المعمري الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية كتاب "التأهيل التنفسي: المرجع الشامل للتعايش مع أمراض الصدر" الذي يعد مرجعاً شاملاً للممارسين الصحيين في مجال أمراض الصدر مثل: معالجي الجهاز التنفسي، العلاج الطبيعي، التمريض، الأطباء المهتمين بهذا المجال. كما يقدم مادة علمية لطلاب وطالبات المجالات المذكورة سابقاً، عطفاً على ما يمثله من أهمية لمرضى الصدر الراغبين في الحصول على المعلومة الموثقة عن مرضهم وكيفية التعامل معه، واعتمد المؤلف على أفضل المراجع العلمية وأحدثها عند تأليفها مع تدعيمه بالبراهين العلمية الموثوقة. وتأتي أهمية الكتاب بتأكيده على أن الرعاية الطبية المقدمة لمريض الصدر لا تقتصر على الأدوية فقط؛ بل تشمل عدة جوانب اجتماعية وثقافية ووقائية. لذلك اهتم بتغطيتها في ستة عشر فصلاً من الحجم المتوسط وبإخراج حديث مع تحديد الأهداف التعليمية والمهارات لكل فصل فيه. ويجدر بالذكر أن برنامج التأهيل التنفسي يعد برنامجاً شاملاً يقدمه ممارسون صحيون يمثلون عدة تخصصات صحية، ويُوجَّه للمصابين بأمراض الصدر المزمنة حيث تُصمم تلك البرامج وتنفذ مراعية الفروق الفردية بين المرضى، ومستهدفة تحسين أدائهم البدني والاجتماعي، ورفع قدراتهم على التحكم الذاتي بالمرض.

الثلاثاء، 17 مايو 2011

خواطر أكاديمية: زوال محفزات التميز

خواطر أكاديمية

زوال محفزات التميز

يونيو 2011

د. محمد بن سعد المعمري

إن العوامل التى تؤدي إلى الابداع متى ما وُظفت بطريقة فاعلة ستُؤتي ثمارها بالوصول إلى التميز بأفضل النتائج. لكن تلك العوامل لا تؤدى دوماً إلى نتائج ايجابية مستمرة، فلكل عامل دورة زمنية يختلف مداه بإختلاف العامل. معرفة دورته الطبيعية له أهمية كبري في البيئة الأكاديمية. فعند بداء تأثير أي منها تكون المحفزات حاضرة والزخم كبير، ويكون منحنى تأثيره ايجابياً ومتسارعاً، ومع تحقيق معظم الاهداف وزوال أسباب المحفزات، يتحول التأثير من إيجابي إلى محايد لبعض الوقت، ثم يبداء بالذبول والزوال. العوامل المحفزة ربما كانت خارجية ناتجة عن السعي إلى إثبات الوجود أو التنافس أو التطور في المجال، وكذلك قد تكون داخلية بسبب الاستمتاع والرغبة في العمل لعدم رتباته. فلو أخذنا تأثير التقييم الاسباني (webometrics) على الجامعات السعودية كمثال للعوامل الخارجية لوجدنا تاثيره السحري عليها بحيث أحدثت ثوره عبر تطبيق بعض المعايير العالمية وبالتالي إحداث ثورة في الجوانب التقنية والمحتوى المعرفى في مواقعها. لكن نلاحظ أن زخم هذ العامل وتأثيره الاعلامي بداء بالنضوب، فمن نشر إعلانات مدفوعة الثمن وبكافة الالوان في الصحف لابراز انجازاتها، نلاحظ أن هناك إهمال إعلامي تام. مثال أخر للعوامل المحفزة هو التحدى الذي تواجه الجامعات الناشئة لاثبات وجودها أمام جامعات لها باع طويل في المجال الاكاديمي وسبقتها بأميال عديدة، فتجد أن العاملين يتفانون في العمل ويستمرون ليلاً ونهاراً وخلال اوقات راحتهم لاثبات وجودهم كرقم مهم في معادلة الجامعات القائمة. وفي الغالب فإن تلك الجامعات الناشئة تحرص على تقديم نتائج سريعة وايجابية ومميزة وتحرص على ابرازها اعلامياً، لكن إذا كانت تلك النتائج مبنية على أعمال فردية ولم تُبنى على أُسس مؤسسية ومن خلال أليات واضحة وعبر تهيئة مدروسة لمنسوبي الجامعة من أكاديمين وغيرهم؛ فإن تأثيرها سيكون قصير الأمد ويزول سريعاً. إن التهاون في احداث تحديات جديدة يساهم في تراجع أي موسسة أكاديمية عبر تحول الطرق الابداعية مع مرور الزمن الى طرق تقليدية يسهل على منافسين اخرين تجاوزهم. لذا يقع على عاتق القيادات الأكاديمية مسؤولية كبيرة بالحرص على استمرار التأثير الايجابي لأي محفز لأطول فترة ممكنة أو إحداث محفزات جديدة تحافظ على زخم الانتاجية، ولإقرار حوافز للعاملين تُسهم في الوصول إلى روح التنافس الايجابي من خلال بيئة أكاديمية تعاونية.

مقابلة: اليوم العالمي للربو

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110516/Con20110516419804.htm


احتفل العالم مؤخراً باليوم العالمي للربو تحت شعار "بإمكانك السيطرة على الربو" بغرض توعية المجتمع وخاصة مرضى الربو وذويهم للتحكم والسيطرة على أزمات الربو، وتجنب المهيجات قدر المستطاع، بالإضافة إلى تقليل العبء الناتج عن الإصابة بالمرض وتبعات العلاج والتنويم وغيره، خاصة وان التقديرات الصادرة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن هناك نحو 300 مليون شخص في العالم يعانون حالياً من الربو. لذا كان لنا وقفة مع الدكتور محمد بن سعد المعمري الاستاذ المشارك و استشارى الامراض الصدرية لتسليط الضوء على المرض بطريقة أشمل.

الربو مرض مزمن يصيب الرئتين ويؤثر على القصبات الهوائية التي تحمل الهواء داخل وخارج الرئة كما هو معروف... حدثنا أكثر عن هذا المرض؟

يعد الربو من أكثر الامراض انتشارا، وتختلف نسبة انتشاره من مكان لآخر، وتقدر نسبته من 5-20%. وأهم أعراض الربو نوبات من السعال وضيق النفس وصفير في الصدر، تحدث بعد تعرض المصاب بالمرض لمهيجات متعددة مثل نزلات البرد والتعرض للغبار والبثور وغيرها. وينبغى ملاحظة أن مهيجات الربو تختلف من شخص إلى أخر؛ لذا ينبغى أن يسعى كل مصاب بالربو الى تحديد تلك المسببات وتجنبها.

ما هي أسباب حدوث الربو؟ وهل من عوامل معينة يجب أخذها بعين الاعتبار تجعل بعض الفئات أكثر عرضة للمرض من غيرها؟

الربو ينتج عن تضيق في القصبات الهوائية بسبب التهاب وحساسية فيها، تتحسن بعد استخدام موسعات القصبات الهوائية. ويعتقد ان هناك عامل وراثي حيث تزيد احتمالية الاصابة به في من كان والديه مصاب بأحد أمراض الحساسية. كما أن بعض العاملين في الصناعات التى تؤدي الى الربو ولديهم قابلية للمرض ربما يعانون منه، ويسمى الربو الناتج عن العمل. مما يساعد ايضا على حدوث الازمات الاصابة بالتهاب الجيوب الانفية أو تراجع أحماض المعدة. وهناك أيضا ايضا مرضى يعانون من ازمات موسمية تحصل في بعض المواسم مثل بداية موسمي الربيع والخريف. وخلاصة القول أن العوامل المؤثرة عديدة ويتم تحديدها بأخذ قصة الحالة المرضية بشكل مفصل للتعامل معها.

في بعض الحالات قد لا نعرف ما المسبب الحقيقي لمرض الربو، كيف يمكننا التحكم به؟

بغض النظر عن مسبب الربو فإن طرق العلاج مقننة وتتلخض في تحديد المهيجات ومحاولة تجنبها. كما ان العلاج يرتكز على التقليل من التهاب وتحسس القصبات الهوائية. وأهم علاج يعتمد علية هو البخاخ المحتوى على الكورتيزون، وأنواعه عديدة. وفي الحالات الأشد حدة، يضاف موسع القصبات الهوائية طويل الامد، وتوجد تلك البخاخات مجمعة، وأهم عامل في العلاج هو الانتظام على الاستخدام حسب وصفة الطبيب. وتتوافر ادوية عديدة مساندة لبعض الحالات يستخدمها الطبيب للوصول لتحكم أفضل بالمرض. كما ان التحكم ببعض الامراض التى ربما أدت لعدم التحكم بالمرض تساعد المريض ومن أمثلتها التهاب الجيوب الانفية وتراجع أحماض المعدة.

ما هي الأعراض التي تدل على ان الشخص مصاب بالربو أو تنبئ بحدوث نوبة الربو عند المصابين به ؟

أعراض الربو عديدة مثل نوبات من السعال وضيق في التنفس وصفير في الصدر تتحسن من نفسها لكن في الغالب تستدعى تدخلا طبيا للتعامل معها. كما أن بعض المصابين يكون لديهم سعال بعد أداء التمارين يستمر من دقائق الى ساعة وقد يصحب بصفير في الصدر. كما أن الاعراض قد تحدث على هيئة سعال في الليل خاصة عند الاطفال. أما بالنسبة لنوبات الربو فتبدأ عادة بضيق في التنفس مع احتياج أكبر للبخاخات الموسعة للقصبات الهوائية وحدوث أعراض الربو في الليل، ويعد المريض شريكا في العلاج، فعندما يتم تثقيفه عن مرضه، فإنه يستطيع التعامل مع الازمات مبكرا والتخلص منها.

هل من مضاعفات خطيرة يمكن أن تحدث لمرضى الربو؟

مضاعفات المرض تحدث عند اهمال العلاج بحيث تؤدى الى تضيق مزمن يصعب علاجة ويؤدى على نقص متدرج في وظائف الرئتين، ويمكن المحافظة على تلك الوظائف شبه الطبيعة بالانتظام على البخاخ الحاوى على الكورتيزون. أما اهمال علاج أزمات الربو فيؤدى الى تدهور حاد في الجهاز التنفسي ربما أدى الى عواقب وخيمة.

وماذا عن النسبة التي وصلت إليها الإصابة بهذا المرض في المملكة العربية السعودية؟

نسبة الاصابة بالمرض تختلف من منطقة ألى أخرى وتتروح بين 5-20% لدى أطفال المدارس، ومن الملاحظ عالمياً أن نسبة الاصابة بإزدياد. وعند الحديث عن الارقام نجد انه من المناسب توضيح ان بعض الدراسات المحلية بينت ان قرابة ثلثى مرضى الربو لا يوجد لديهم تحكم تام بالمرض، كما ان دراسة أخرى أوضحت مستوى المعرفة الكامل عن مرض الربو لدى أطباء الرعاية الاولية يقارب 50%. هذة الارقام والحقائق تبين اهمية حملات التوعية والتثقيف عن مرض الربو والحرص على تكثيفها لما لذلك من أهمية كبرى.

وماذا عن التبعات والتكاليف الخاصة بعلاج مرضى الربو وتنويمهم في المملكة؟

تكلفة مرض الربو تنقسم الى تكلفة مباشرة وغير مباشرة، وتشمل التكلفة المباشرة العلاج والتنويم وزيارة الاسعاف والفحوصات الخاصة بالمرض. ويستهلك العلاج في الاسعاف والمستشفى أغلب التكلفة التى تقدر بأكثر من مليار ريال، وكون مرض الربو من أكثر الأمراض انتشارا ونسبة الإصابة به بازدياد، فتتمثل معاناة المريض في تعرضه لأزمات صحية متكررة مما يؤدي إلى تأثير سلبي على نوعية حياة المريض بسبب عدم قدرته على أداء مهام حياته اليومية وغيابه عن عمله إذا كان موظفا أو عن المدرسة إذا كان طالبا. وبذلك تكون أبعاد مرض الربو ليست صحية فقط بل اقتصادية بتحميل أي نظام صحي عبئا اقتصاديا كبيرا نظرا لكثرة الحالات التي تراجع المستشفيات والمراكز الصحية طلبا لعلاج وإسعاف الحالات الحادة.

هل يمكن ان نقي أنفسنا الإصابة بهذا المرض؟

تعد البخاخات أهم أدوية الربو المستخدمة، وتتوافر بأنواع عديدة وكثيرة. لكن العناية بمرض الربو ليست أدوية فقط بل هي متعددة المراحل والمستويات وتصل إلى شراكة مترابطة بين المريض والعاملين في المجال الصحي للوصول إلى أفضل حالة صحية ممكنة. إن التوعية عن مرض الربو بمفهومها الشامل من أهم الجوانب التي لا تلقى حيزا كبيرا من الاهتمام، فعلى سبيل المثال عيادات الربو التي تقدم رعاية كاملة وشاملة لا تقتصر على تقديم الوصفات فقط للمريض، لا توجد إلا في مراكز محدودة وأغلبها بجهود فردية. لذا يعد التركيز عليها من أهم الجوانب التى تعزز الجانب الوقائي. فكثير من الدراسات بينت أن نسبة عالية من المرضى لا يعرفون الطريقة السليمة للبخاخ. وهذا يضع مسؤولية كبيرة ومضاعفة على العاملين في القطاع الصحي للتأكد من أن العلاج يستخدم بالطريقة السليمة. الجانب التثقيفي الأخر الذي يعزز من جانب الوقاية هو تطبيق خطة علاج الربو الذاتية التي تسهم في تعامل المريض بشكل مبكر مع أزمات الربو قبل استفحالها، ويتم ذلك عبر بطاقة خاصة لكل مريض وتحتوى على تعليمات تعطى له تبين العلامات الأولية للأزمات وكيفية التعامل معها ومتى يطلب المريض المساعدة من طبيبه أو المبادرة بالذهاب للإسعاف.

ما هو الدور الذي يجب ان تلعبه أسرة المريض المصاب بالربو باعتبارها شريك رئيسي ومهم؟

أهم جانب في علاج مرض الربو بناء شراكة فاعلة بين الطبيب والمريض أو من يعوله وذلك بتعزيز جوانب التثقيف الصحي والانتظام على الأدوية وتجنب المهيجات. كما أن تطبيق خطة علاج الربو الذاتية تسهم في تعامل المريض بشكل مبكر مع أزمات الربو قبل استفحالها، ويتم ذلك عبر بطاقة خاصة لكل مريض وتحتوى على تعليمات تعطى له تبين العلامات الأولية للأزمات وكيفية التعامل معها ومتى يطلب المريض المساعدة من طبيبه أو المبادرة بالذهاب للإسعاف. فمثلا ينصح المريض بمضاعفة جرعة البخاخ الحاوي على الكورتيزون لمدة اسبوعين عند حدوث ازمات الربو، وبعض المرضى ربما وصف لهم الطبيب اقراص احتياطية من الكورتيزون لاستخدامها حال حدوث الازمة حتى يتمكن المريض من الحصول على رعاية طبية عاجلة.

حملة وسع صدرك أي دور تلعبه في توعية شريحة المجتمع وتحديدا المستهدفة؟

إن برنامج التثقيف والتوعية بمرض الربو يحتوي على معلومات محددة وبسيطة، إلا أن انتشار مرض الربو يتطلب جهودا كبيرة وواسعة من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، فتطبيق الجوانب التوعية المذكورة سابقا ليست بالسهولة المتوقعة، فهي تتطلب العمل الجماعي المدعوم من الجهات المعنية على أكثر من محور. ولقد تبنت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر ممثلة بمجموعة المبادرة السعودية للربو حملة توعوية شاملة أطلقت عليها "وسع صدرك" تهدف إلى تثقيف العاملين في القطاع الصحي عبر عقد الندوات والملتقيات للمهتمين بالربو لنقاش كافة الجوانب الطبية والاجتماعية والتنظيمية الخاصة بالمرض، وكذلك مناقشة أي مستجدات وتوصيات عالمية في هذه الفعاليات. وتشمل الجوانب التوعوية أيضا إعداد نشرات وكتيبات عن مرض الربو من قبل مختصين في المجال الصحي وبالتعاون مع المهتمين بالجوانب التوعوية بشكل عام. ودشنت الجمعية فعاليات برنامج "وسع صدرك"التوعي و الذى تزامن مع فعاليات اليوم العالمي للرب, وذلك وبالتعاون مع شركة أسترا زينيكا العالمية لكي تكون حملة مستمرة لا تقتصر على جهود يوم واحد بل تستمر لفترة أطول حتى تحقق معظم أهدافها.