الخميس، 24 فبراير 2011

خواطر أكاديمية: دامك بخير ... الوطن بخير

خواطر أكاديمية


دامك بخير ... الوطن بخير


مارس 2011



د. محمد بن سعد المعمري


إستهدفت استراتيجة التنمية في المملكة العربية السعودية بناء الوطن والانسان، وهذا ليس بمستغرب على ملك الإنسانية. فورشة العمل لا تزال تعمل بشكل حثيث منذ خمس سنوات في أغلب الميادين، ونجد هذه الورشة تتركز على مشاريع تنموية كبيرة تشمل الجامعات والمستشفيات والطرق والمطارات، ورشة عمل تستهدف تنمية مستدامة للوطن وتهدف الى إفادة أجيال قادمة من خيراته، ويشغل الجانب المعرفي منها قرابة ربع المخصص من ميزانية الدولة. مخرجات هذه النهضة الشاملة نراها ماثلة أمامنا في التعليم العالي بمشاريع أكاديمية جبارة بدأنا نرى بوادر حصادها بإزدياد مضطرد للمقاعد المتاحة في التعليم العالي واستيعاب اعداد كبيرة من خريجي الثانوية، وببرنامج خادم الحرمين الشريفين الطموح للابتعاث الذي سيعزز قدرات الوطن بشباب مؤهل وطموح متشبع بالعلم ومنفتح على الغير. فمن سبع جامعات حكومية عملت بطاقات تتجاوز قدراتها الاستيعابية وبمخرجات لا تتوافق مع سوق العمل، إلى أكثر من ثلاثين جامعة حكومية وخاصة تتبنى رؤى جديدة بتخصصات تتواؤم مع حاجة الوطن، وخريجين قادرين على خلق فرص العمل مع ودعم كبير لانتاج المعرفة ونقلها، ومدن جامعية ذكية وحديثة. وخطط استراتيجية تسعى إلى اتاحة التعليم والصحة والخدمات وفرص العمل في كافة المناطق.


ورغم غياب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رحلته العلاجية التى تكللت بحمد الله بالنجاح، إلا أنه أستمر بالتواصل مع الحركة التنموية الشاملة، ولم يغب عن ناظره – حفظة الله- أحوال المواطنين، فبعودته أطلق حزمة من القرارات تجاوزت ما ستضخه في شريان الوطن أكثر من مائة مليار ريـال، قرارت تمس من هم بأمس الحاجة لها من أيتام وأرامل ومدينين ومعسرين وعاطلين عن العمل، ودرست بعناية لتحقق العدالة في الاستفادة منها عبر تلمس الاحتياجات وايجاد حلول لها لتؤدى إلى فائدة مستدامة بدلاً من المسكنات التى تزول سريعاً بزوال بريقها. فبعودة أبو متعب شعرنا أننا بخير وأن الوطن بخير، وبكلماته العفوية الأبوية الصادرة من القلب، شعرنا بالأمان والثقة بأن القادم من الأيام سيحقق بحول الله تطلعات وطموح أبناءه وبناته ليعم الخير والرخاء والأمن والأمان.



الثلاثاء، 8 فبراير 2011

خواطر أكاديمية: شبكات التواصل الاجتماعي التعليم

خواطر أكاديمية

شبكات التواصل الاجتماعي التعليم

مارس 2011

د. محمد بن سعد المعمري

أصبحت الوسائل الاليكترونية عنصراً هاماً في العملية التعليمية، وتجاوز النقاش جزئية هل يتم تطبيقها؟ إلى كيف يتم تطبيقها؟. وتجاوز تطبيقها استحداث برامج تجتهد الهيئات التعليمية في ايجادها إلى برامج جاهزة للتطبيق والتعديل لتتوافق مع احتياجات العملية التعليمية. لكن هناك تحدياً أخر في وقتنا الحالي يتلخص في أهمية تواجد الهيئات التعليمية في شبكات التواصل الاجتماعي والافادة منها في ايصال رسالتها ورؤيتها وانجازاتها وتطويعها في خدمة مناهجها والتواصل مع طلابها والتفاعل مع مجتمعها. لقد بينت الاحداث التى عصفت بالمنطقة في الفترة الاخيرة ما لهذه الشبكات من تأثير قوى في قيادة مجتمعات كاملة وعرض توجهاتها عالميا بكل شفافية ووضوح. لذا صارت وسائل الاعلام تتسابق في التواجد في تلك المجتمعات الاليكترونية للوصول لاكبر عدد من المهتمين وجذب انتباه الاخرين. لقد أصبحت كلمات مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب والمدونات ومنتديات من الكلمات المتداولة بحيث يبلغ ترددها في محركات البحث بالمليارات. إن هناك العديد من التحديات التى لا مفر من دراستها وايجاد الحلول المناسبة لها لمواكبة الركب والمشاركة فيه. ومنها كيفية تطويع وسائل التواصل لدى القطاعات التعليمية عبر هذه الوسائل الالكترونية خاصة وأن الطلبة الجامعيين يجيدوا التواصل عبرها بشكل مذهل ورائع. أما التحدى الأخر فهو هل تنتظر تلك القطاعات التعليمية حتى يتجاوزها الزمن وتحاول اللحاق بالركب، أم تبادر إلى مشاركة الطلبة في التواجد على تلك الشبكات اليكترونية بطريقة منظمة تخدم مصلحة الطرفين وتعطى انطباعاً جيداً لمن هم داخل القطاعات التعليمية أو خارجها. والأهم من ذلك هل نتجاوز وسائل التواصل التقليدية مثل رسائل الجوال والبريد الاليكتروني إلى استخدام خدمات مثل تويتر والفيسبوك للتواصل بشكل فاعل وسريع مع الطلاب. وهل نستطيع تكوين شبكة تواصل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والقيادات بشكل شفاف ومباشر. إنه من الرائع أن نجد لكل جامعة مواقعاً تنشأها بالتعاون مع طلابها وطالباتها في مختلف انواع الشبكات لكي تكون منارة يتحلق حولها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وقيادات الجامعات، خاصة وأن مثل هذه الشبكات لا تكلف الكثير ومردودها أكبر. إنها دعوة لتجاوز الوسائل التقليدية ونواكب التطور والابداع.