الجمعة، 30 مارس 2012

خواطر أكاديمية: القيادة ليست موهبة فقط !

خواطر أكاديمية
القيادة ليست موهبة فقط !
مارس 2012
د. محمد بن سعد المعمري
هل القيادة بالفطرة أو مكتسبة؟ يعتقد الكثير أن القيادة تأتي بالفطرة، وهذه العبارة متى ما أصبحت حقيقة راسخة فمن الصعوبة إعادة تكوين القناعات بشأنها. والقيادة مثلاً لها علاقة وثيقة بالذكاء الفطري، ولكن هذا يقودنا إلى سؤال أخر، هل الذكاء الفطري يكفي في القيادة؟. أسئلة بسيطة لكنها أساسية ومحورية. فالموهبة الادارية القيادية لا ترتبط بالذكاء الفطري فقط، بل لها أبعاد وعوامل أخرى منها عامل الذكاء العاطفي الذي يبين مدى قدرة القائد على تحديد المؤثرات العاطفية على قراره وفهما والتعامل معها بحيث لا تكون ذات تأثير غير محايد على قراره. كما يعد عامل الذكاء الأجتماعي جانب أخر مهم بحيث يستطيع القائد أن يستشف الضغوط على العاملين لديه واستيعابها ووضع الحلول التي تخففها عليهم. كما أن عامل القدرة على توقع التغير في بيئة المنشأة بحيث يستطيع القائد أن يتبنى التغيير قبل أن يفرض عليه. كما أن هناك خلط بين مفهوم القدرة على القيادة والقدرة على الادراة، فالقائد هو من يحمل رؤية واضحة ينقلها إلى أفراد العاملين لديه ويستطيع أن يضع الآليات المناسبة للوصول لها، أي أنه الشخص الذي يستطيع تحديد الأشياء الصحيحة لمنشأته. أما المدير فهو الذي يعمل على تنفيذ الرؤية والسياسيات ويتابع تنفيذها ويضع الانظمة واللوائح للوصل لها. وبطبيعة الحال أنه لا يوجد قائد بحت أو مدير بحت، ولكن هناك تداخل بين مهامهم، لذا ينبغي معرفة وتحديد الحواجز الهلامية بينهما لكي لا تتضارب المهام. وتتطلب ترقية المدير لدور قائد اعادة صياغة لمهام العمل للتخلص من مهام المدير والتركيز على ما يهم المنشأة ككل. كما أن علم وخبرة القيادي في قطاعه لها دور كبير في نجاحه وفعاليته. وعندما نسقط محتوى هذا العلم على الحياة الأكاديمية، نجد أن مجال التحدى فيه كبير لعدة أسباب منها أن خدمة التعليم تقدم إلى جيل مختلف عمرياً عن واضعي الرؤى، كما أن الحياة الأكاديمية يغلب عليها الأسلوب التشاورى والتوافقي، كما أن الألتزام بالوقت يعد عاملا مقدسا، فلا يمكن أن تؤخر بداية دراسة أو أمتحان لأي سبب. وخلاصة القول أن القيادة متعددة الابعاد، ومع أن الموهبة مهمة، لكن لا بد من تعزيزيها وتنميتها للوصول إلى مرحلة القيادة الفاعلة الايجابية الغير سلبية.