السبت، 19 يناير 2013

خواطر أكاديمية: من هو المعلم المثالي


خواطر أكاديمية
من هو المعلم المثالي
ديسمبر 2012
د. محمد بن سعد المعمري

نتحدث كثيرا علي أن العملية التعليمية تعتمد علي الطالب، وهذا لا يعني بالضرورة إهمال دور المعلم. حيث أن الطالب يبني شخصيته كممارس في مهنته من خلال مهارات وسلوكيات يكتسبها من المعلم بطرق غير مباشرة ومن دون أن يلاحظ المعلم ذلك. فالمعلم قد يكون طبيباً أو ممرضاً أو صيدلياً أو معالجاً تنفسياً أو أي عضواً في الفريق الطبي. فإذا كان المعلم مهنياً في تعامله دقيقاً في مواعيده وعضوا فاعلاً في الفريق الطبي، فسيكون أفضل من يزرع تلك القيم في الطالب. وإذا كان ينمي أيضاً ملكة الممارس الصحي المثالي لدى طلابه من خلال تعامله وسلوكياته، فسيستطيع أن يبني جيلاً يضع الرعاية الصحية المثالية والأمنه نصب عينيه، ويسعي حثيثاً إلي تطويره ذاته. فمن الأمثلة التي تؤثر سلباً علي الطالب تأخر المعلم عن محاضرته وعدم مصداقية معلوماته أو وعوده واهتزاز شخصيته. كما أن حرص الطبيب مثلاً علي رعاية مريضه وتواجده في عيادته وتفاعله مع الفريق الطبي، له تأثير سحري في صقل مهنية الطالب لكي يكون داعماً لمصلحة المريض.  فمع أن المعلم قد لا يلاحظ ذلك إلا أنها لها تأثيراً سلبياً كبيرا. فكما أن تلك الصفات تغرس وتنمي في الطالب من خلال المنهج الأكاديمي، فلا بد لأي منشأة تعليمية أن تتبنى برامج رائدة هدفها تنمية ملكات المعلم المثالي لدى أعضاء هيئة التدريس لديها. وهذا يبين مدى أهمية أطراف العلاقة في العملية التعليمية بأطرافها الرئيسة التي تتكون من الطالب والمعلم والمنهج والبيئة التعليمية.