الأحد، 7 مارس 2010

خواطر أكاديمية: هل نحن مستعدون للتعامل مع جيل اليوم؟

خواطر أكاديمية

هل نحن مستعدون للتعامل مع جيل اليوم؟

مارس 2010

د. محمد بن سعد المعمري

إن طرق التواصل التقليدي لن تكون مجدية تماماً مع التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصالات الحديثة وتطوراتها المتسارعة. لذا نجد ان جيل اليوم اصبح يتعامل مع عالمه الحقيقي ومع عالم اخر افتراضى له انماط جديدة من العادات والتعابير والمفردات والمفاهيم والمعتقدات. فمن يملك القدرة الى الدخول الى هذا العالم الافتراضي يستطيع الوصول الى جيل اليوم بأعتبارهم يمثلون أكثر من نصف المجتمع ويعدون أمل ومستقبل الوطن. وهذا أدى الى تكوين عالم خفى غير ظاهر اذا لم يتم تطويعه والتعامل معه فسيكون هناك عشوائية في التعامل ربما ادت الى التأثير على قيم الجيل. ومن أهم وسائل التواصل الحديثة البريد الاليكتروني، ومنتديات الحوار، وغرف النقاش، والمجموعات الاخبارية، وحديثا الشبكات الاجتماعية الافتراضية على الانترنت مثل الفيسبوك. ولا يمكن تجاهل عدد كبير من المواقع التى تتيح بث مقاطع صوتية أو تسجيلية مثل اليوتيوب تتيح تكوين قنوات سريعة وفاعلة الى أكبر شريحة من الطلاب والطالبات وفي اماكن مختلفة. كما ان التواصل من خلال العالم الافتراضي تجاوز أجهزة الحاسب الالي الى اجهزة الهواتف المحمولة بمختلف انواعها حيث صارت امكانية التواصل متاحة خلال ساعات اليوم الاربع والعشرين. ان تطويع هذه الوسائل الاليكترونية وسبر اغوارها لخدمة جيل اليوم مهمة ليس بالسهلة، خاصة وانهم برعوا فيها بشكل مثير للاهتمام والاعجاب. فتثاقل خطى أي مؤسسة أكاديمية للحاق بركب التقنية الحديثة سيسبب فجوة كبيرة لا بد ان تتسع مع الوقت. فالتواصل بين القائمين على العملية الاكاديمية على مختلف طبقاتهم مع الطلاب والطالبات لا يكون مجديا ولا يفى بالغرض اذا تم عبر القنوات الرسمية والتعاميم البيروقراطية ، لكن استبدال تلك الوسائل بالتواصل عبر منتديات الحوار والشبكات الاجتماعية الافتراضية سيساعد على ايصال رسالة ورؤية المؤسسة الاكاديمية بشكل مبسط ومباشر. ويمكن أيضاً ايصال قيم محددة وتنمية أي عادات ايجابية والتنبية على اي عوامل سلبية بدون اي حواجز ويتيح مجالاً كبيراً لايصال وجهات نظر الطرفين بدون أي قيود الرسمية. كما انه سيساعد على تشكيل وعي فئات اجتماعية كبيرة تتأثر من محيط واسع لا تحده اسوار الجامعة أو حدود الوطن. ان من يتخلف عن ركب عالم الانترنت الافتراضي فلن يستفيد من وسائل نامية في وقتنا الحاضر كما سيخسر طريق المستقبل وسباق التطور. إن هذه التغيرات المتسارعة تجعلنا بحاجة ماسة الى اعادة النظر في كيفية التواصل مع جيل اليوم الذي يركض لاهثا لاجادة كل ما هو متاح في فضاء الانترنت ... فأدوات التواصل أختلفت، ووسائل الحور تغيرت ... فهل نحن مستدعين للتكيف مع جيل اليوم ومع هذا العالم المتجدد؟