السبت، 30 يناير 2010

خواطر أكاديمية: يوم المهنة الطبي ومستقبل الطلاب

خواطر أكاديمية

يوم المهنة الطبي ومستقبل الطلاب

فبراير 2010

د. محمد بن سعد المعمري

يوم المهنة مبادرة طلابية نشأت عام 2007، ثم نمت الفكرة وتطورت بعد أن رأت الجامعات السعودية وجاهتها واقتنعت بأهدافها، ثم تبنت تنظيمها بصفة دورية يشارك فيها طلبة وطالبات الطب وأطباء الامتياز الذين يمثلون مختلف مؤسسات التعليم العالي . وأخضع طلاب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فكرتهم إلى التطبيق بعد أن تبلورت واتضحت فوائدها وأهدافها، فتحولت الرؤية والتصور إلى واقع ظهر في يوم المهنة الطبي الأول عام 2007م.

وانتقلت الفعاليات في العام التالي 2008م إلى المنطقة الشرقية حيث استضافت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يوم المهنة الطبي الثاني، بينما تولى طلاب جامعة الملك سعود بالرياض تنظيم فعاليات اليوم الثالث خلال العام المنصرم 2009م

وها هي جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية تنظم أنشطة اليوم الرابع تجسيدًا لشعار "المستقبل بين الواقع والمأمول" وتأكيدًا لصبغتها التخصصية، بل ومن أكثر الجامعات المعنية باستثمار فعاليات اليوم من أجل تحقيق أكبر قدر من المنفعة والفائدة لطلاب التخصصات الصحية وأطباء الامتياز وحديثي التخرجن وقد انهمك طلابها في الإعداد لهذا اليوم منطلقين من المناهج الحديثة التى تطبقها جامعتهم وهم يسعون بجدية إلى تأكيد نهجهم في الممارسة من خلال شعار: "سلامة المريض تهمّنا"، وإلى تحقيق عدة أهداف قيمة تتلخص في الآتي:

· التوعية بالعديد من الأمور والقضايا التي تهمّهم من أجل تحقيقها وإنجازها خاصةً قبل التخرج.

· التجهيز والإعداد لدخول الاختبارات العالمية والمحلية والتي يجب اجتيازها قبل التخرج.

· تعزيز المهارات والقدرات اللازمة لتحقيق القبول في البرامج الطبية المرغوبة بعد سنة الامتياز.

· إعطاء فكرة عامة وشاملة عن جميع التخصصات الطبية المختلفة وشتى المجالات الصحية.

· تنمية المهارات الشخصية والمهنية عبر العديد من الفعاليات الفعالة.

كما يهدف شعار يوم المهنة الطبي الرابع إلى تهيئة بيئة مناسبة لطرح واقع الطلبة والطالبات في مجالات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة بغرض إزالة أي لبس أو حيرة فيما يتعلق بتحديد الخيار الأفضل والمناسب لمستقبلهم، ومن ثم إنارة طريقهم نحو أهدافهم المهنية المرجوة

ومن المهم هنا الإشارة إلى أن يوم المهنة الطبي الرابع لا يقتصر على تخصص الطب البشرى فقط، بل أُضاف له القائمون عليه مسارًا جديدًا يوافق ويلبي اهتمامات طلبة وطالبات وخريجى كليات طب الاسنان والصيدلة بغرض إطلاعهم أيضا على الفرص المتاحة في مجالى التدريب والتوظيف، وتنويرهم بما يتهيأ لهم من آفاق مستقبلية واسعة ورحبة، ولعل هذه الخطوة تشكل مقدمة إلى إدخال تخصصات صحية أخرى في فعاليات يوم المهنة مستقبلاُ.

وتستعرض أنشطة اليوم عدة موضوعات تتصف بأهمية كبيرة لطلبة وطالبات الطب وأطباء الامتياز والاطباء حديثى التخرج وكذلك طلبة وطالبات الصيدلة وطب الأسنان حيث، يطلعون من خلال البرنامج العلمي على فرص التدريب التي توفرها برامج الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، إضافة الى برامج الابتعاث بالجامعات السعودية وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فضلاً عن الفرص الوظيفية بالقطاعين الحكومي والخاص. ويشارك في أنشطة هذا البرنامج خبراء من كندا وأمريكا وأوروبا وأستراليا لإلقاء الضوء على إمكانيات التدريب المتاحة خارج المملكة. كما سيلم الطلبة بوسائل وقنوات التواصل مع الجامعات ذات الخبرة العريقة ومراكز التدريب العديدة، والتعرف على أنظمتها وإجراءاتها التعليمية والتسجيلية والعلمية.

وتدور انشطة برنامج اليوم حول أربعة محاور هي: مهنة الطب والفرص المتاحة في المملكة العربية السعودية، فرص التدريب المتاحة في الخارج، تعزيز المهارات للحصول على فرص قبول أفضل، إستعراض بعض التخصصات الصحية.

السبت، 9 يناير 2010

خواطر أكاديمية: تكوين شخصية الطالب

خواطر أكاديمية

تكوين شخصية الطالب

يناير 2010

د. محمد بن سعد المعمري

لا تقتصر خطة أي صرح أكاديمي على تقديم برامج تعليمية متطورة عبر وسائل تقنية إبداعية في بيئة أكاديمية متميزة فقط، بل تُعوِّل كذلك على الاهتمام بالانشطة غير المنهجية ودعمها وتفعيلها، ويعد ذلك جزءًا من رسالة أي جامعة تستهدف الوصول إلى مخرجات تعليمية ذات جودة عالية، لذلك فإن من أهم طرق تحقيق هذه الرسالة؛ زيادة رصيد الطالب المعرفي وصقل مهاراته عبر فعاليات متعدِّدة خارج الفصول الدراسية. وبذلك تخرج العلاقة بين الطالب ومعلمه من الاطر التقليدية والأنشطة الصفية البحتة ـ التى كانت تعد من أٌسس تحصيله العلمي ـ إلى أفق أرحب من التفاعل والتواصل البناء، وبما يتوافق مع الهوية الوطنية والضوابط الاجتماعية والأهداف الإنسانية. ومن البدهي أن تساهم وسائل الاتصال الحديثة ـ مثل الإنترنت ووسائل الاعلام المختلفة ووسائط الاتصال المتقدمة ـ في توسيع قاعدة الأنشطة غير الصفية والتوعية لتنتفع بها شريحة كبيرة من المجتمع، وفي توعية الطالب بأهمية استثمار وقته والاستفادة منه لتنشيط قدراته الذهنية وطاقاته الجسمية. وتهيئ ممارسة هذه الانشطة للطالب فرصة تحقيق ذاته عبر اختيار النشاط الذي يتوافق مع ميوله، ويصوغ من خلاله تصوراته المستقبلية. وهو بذلك يُنمِّي إحساسه بالمسؤولية، فمتى ما حظي بحرية الاختيار؛ فإنه سيتفانى في إثبات وجوده وقدراته، فهذا النوع من النشاط يُخرجه من من لُجَّة تركيزه على تخصصه إلى الاهتمام أكثر ببناء مهاراته بتزكية روح العمل الجماعي في داخله ومن ثم الانخراط في مشاركة فاعلة مع فريق يضم أشخاصًا يمثلون مجالات مختلفة، وبهذا يكتسب قدرة على التعاون والتكُّيف مع الأخر مما يحقق تكامله واتزانه نفسيًّا وذهنيًّا واجتماعيًّا. وتنشط لديه أيضًا مهارات التواصل والحوار مع بيئة تختلف كلية عن بيئته الجامعية والمنزلية. وهي تقوده إلى رؤية نتيجة مخرجات عمله، ويستمتع كثيرًا بالإشادة عندما تأتيه من مصادر مختلفة ومستويات متعددة. وتُنير كذلك طريق حياته المستقبلية بما يدفع بيئته المحيطة إلى تشكيل إنطباع ايجابي عنه. وتبرز أهمية الانشطة غير المنهجية بشكل أكبر في التخصصات الصحية التى يتزايد اعتمادها على روح العمل الجماعي والتواصل والتفاني ونكران الذات بسبب طبيعتها التى تتعامل مع المريض. كما تتراكم لديه مهارات عديدة تشكل النواة أو اللبنات المكونه لشخصيته كعضو فاعل في مجتمعه ونافع لوطنه.