السبت، 23 أكتوبر 2010

خواطر أكاديمية: التعليم المستمر

خواطر أكاديمية

التعليم المستمر

نوفمبر 2010

د. محمد بن سعد المعمري

إن العملية التعليمية والتربوية ليست جامدة بل عملية حيوية مستمرة لا تقتصر على مرحلة عمرية معينة او فترة دراسية محددة. وأهداف التعليم المستمر ليست ثابتة بل متغيرة حسب المستجدات العلمية والطبية والرغبات الفردية في تطوير الذات. ويهدف التعليم المستمرإلى مساعدة الفرد في مواجهة المتغيرات العلمية والصحية والتقنية على المستوى المعرفي والمهاري، تحقيقا للتكامل والترابط بين الفرد وبيئته التي يعمل فيها، وصولا إلى النهوض بها عن طريق حشد الطاقات البشرية وإنمائها خدمة للمنشأة التعليمية طبقا لخطط وإجراءات تنظيمية استراتيجية. والتعليم المستمر يعد من مكونات خدمة المجتمع لأي منشأة أكاديمية أو صحية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة والانفجار المعرفي في كافة المجالات العلمية والطبية؛ مما يحتم على تلك المنشئات أن تساهم في تقديم برامج عديدة لخدمة العاملين فيها والتوسع لاستقبال العاملين في مختلف قطاعات المجتمع. ولنجاح التعليم المستمر لا بد ان يكون شاملاً ومتكاملاً ومرناً ومتوافقاً مع احتياجات المنظومة الصحية والاكاديمية، وكذلك يفى بإحتياج الأفراد بالتزود بالمعرفة والمهارات الأساسية التى تساعد على إبداعهم وسرعة رقيهم في السلم الوظيفي أو الأكاديمي. فكمية المعلومات الصحية والمهارات العملية المتاحة في عصرنا الحالى تتضاعف بشكل متسارع بحيث تفوق ما كان لدينا من مهارات ومعارف لدينا منذ بضعة عقود. ومما ساهم على هذا النمو المتسارع وسائل الإتصال الحديثة وطرق النشر المتطورة مع توافر المعلومة عبر أجهزة كفية مرتبطة بالشبكة العنكوبتية طوال اليوم. إن تطويع هذه الوسائل يعد من الطرق الحديثة للتعليم المستمر متى ما قنن استخدامها وأتيحت للمتعلمين. كما أن التعليم المستمر لا يقتصر على الدورات التعليمية أو ورش العمل المتخصصة وتبادل الخبرات والتجارب مع الأخرين، بل يتعاداه الى تطوير الذات بالحصول على دبلومات أو شهادات تخصصية أو الانظمام لبرامج التعلم عن بعد او الجامعات المفتوحة في مجالات داعمة لبيئة العمل ومهيئة للرقى في السلم الوظيفي والقيادي. ومما يدعم عملية التعليم المستمر قدرة هذا النوع من التعليم على التكيف مع التغيرات بشكل عملي وسريع عند مقارنته بالتعليم النظامي الذي تتسم عملية التغير فيه بالبطء نظرا لتسلسل البيروقراطي في تغيير المناهج. أن تقنين التعليم المستمر وربطه بالحصول على التراخيص اللازمة للمارسة المهنية عزز من دوره وساعد على تطويره نتيجة للطلب المتنامة عليه.