الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

خواطر أكاديمية: تحدى الابداع

خواطر أكاديمية

تحدى الابداع

يناير 2011

د. محمد بن سعد المعمري

قديماً قالوا "الوصول إلى القمة سهل ... لكن من الصعب المحافظة عليها"، وربما نختلف مع هذه العبارة، لأن الوصول إلى القمة ليس بالسهولة المتوقعة؛ فلا بد أن يكون الصعود إلى أعلى عبر عملٌ إبداعيٌّ ينفذ بطريقة مبتكرة وشاقة تحقق نتائج ايجابية وربما تقود إلى القمة. ومع أن المحافظة على القمة مطلب صعب، ولكن لا ينبغى أن يكون هدفاً بعينه، بل لا بد أن يتسامى الهدف إلى قمم أعلى، أو القيام بعمل إبداعى آخر يُفضي الى نتائج أفضل وقمم أخرى. ومن هنا يأتى تحدِّي الابداع، فيتوجَّب أن تتكامل في مخيلة أو رؤية أي فريق عمل شرع في إنجاز مشروع إبداعي ومبتكر؛ القدرة على تحديد الوقت الذي يتشبع فيه أعضاؤه بالمعلومات المتخصِّصة، وحينها يخفت زخم العاملين في المشروع عندما يتبيَّن لهم أن الفريق حقق أهدافه، وبلغ مرحلة المحافظة على المكتسبات، وبالتالي يبدون مقاومة أي تحديث أو تغير للاحسن. ويستلزم تحدِّي الإبداع التدخل في الوقت المناسب بُغية المحافظة على زخم العاملين وبث أفكار ابداعية جديدة عبر مراجعة الرؤى الأولية للمشروع والخروج عمَّا أصبح مألوفاً وقائماً، وبث قيم جديدة تحفِّز روح الإبداع لدى القائمين على تلك المشاريع. وتحدِّي الإبداع في البيئة الأكاديمية ليس ببعيد عن ذلك، نظرًا لاختلافها عن السابق، وتحوُّلها إلى بيئة تنافسية في ظل كثرة وتعدُّد مقدمي الخدمة، وصار الوصول الى التميز مطلبًا أساسيًّا عند أي قيادة أكاديمية. فبما أن التعاون والتكاتف بينهم ضرورة ملحَّة تستهدف خدمة الوطن، إلا أن أحد أهم محفزات الإبداع يكمن في التنافس الشريف لتحقيق الأفضل للوطن. فما يعد إبداعاً وتميزاً عبر الأسبقية والأولوية في هذا المجال، يصبح بعد عدة سنوات عملاً معتاداً عند توفر الأسباب المؤدية إلى الإبداع وسهولة تطبيقة بسبب توفر التقنيات والقوى العاملة القادرة إلى تحقيقه. وتحدِّي الإبداع قد يتم بالمحافظة على ما هو قائم؛ ولكن يعاد ترتيبه وهيكلته لكي يجدد حماس العاملين وزخم الأداء، أو يكون عبر اكتشاف الدماء القادرة على بث الحيوية في المنشأة وتطوير ادائها، أو يكون عن طريق تقبل واحتضان افكار إبداعية حديثة وتشجيعها ودعمها لكي تحافظ على استمرار التميز والتطور في المنشأة.