الثلاثاء، 29 مايو 2012

خواطر أكاديمية: القيادة ليست موهبة فقط! - الجزء الثالث: من هو القائد من المستوى الخامس


خواطر أكاديمية
القيادة ليست موهبة فقط!
الجزء الثالث: من هو القائد من المستوى الخامس
د. محمد بن سعد المعمري
مايو 2012
أستمراراً لطرحنا في الخواطر السابقة عن مفهموم القيادة هل هي فطرية أم مكتسبة؟ نستمر في سلسلة هذه المقالات عن القيادة حيث كانت أول خاطرة عن أهمية الذكاء العاطفي والاجتماعي والتغيري ثم عرجنا على مفهوم القيادة المبني على اسس فهم التابعين والعمل والظروف المحيطة به (النظريات السلوكية). واليوم نكمل حديثنا عن مفهوم تسلسل مستويات القدرات القيادية والتى تتكون من خمس طبقات مبنية فوق بعضها حتى الوصول إلى إعلى مستويات القيادة. ففي المستوى الأول لا بد أن يكون القائد شخصاً مؤهلاُ وكفواءً ومنتجاً وموهوباً، وتعد هذه الصفة حجر الأساس التى بدونها لا يمكن بناء الشكل الهرمي للقيادة، يضاف إلى ذلك قدرة هذا الشخص على التسامي على روح الأنا و الاندماج في العمل الجماعي بفعاليه يذيب فيه الفروق بين العاملين وينشط الامكانيات الكامنة للافراد للوصول إلى انتاجية عالية وأداء متقن. أم المستوى الثالث فلا بد ان يكون لدى القائد حس الأدراي الكفؤ وفهم أليات عمل المنشأة وسلوكياتها ومراكز القوى فيها مما يساعده على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب لتحقيق أهداف المنشأة والبعد بذكاء عن مواطن الاختلاف والتعامل معها بإيجابية. جميع هذه المستويات تؤدي إلى المستوى الرابع وهو الوصول إلى درجة أن يكون قائداً فاعلاً وناجحاً، فيوجد في بعض المنشئات من وصل للقيادة عن طريق التسلسل البيروقراطي أو الاقدمية أو عوامل اخرى لكنه بفقتد إلى القدرات الشخصية الاساسية وروح العمل الجماعي والقدرة الأدراية، بحيث لا يتمكن من وضع المنشأة على الطريق السليم وبث روح الابداع والاستمرارية والتنافسية بين أرجائها، وذلك بعكس القائد الفاعل الذي وصل إلى موقعه بكفاءة حيث تكون له بصماته على المنشأة عبر وضع رؤية واضحة وقيم عالية واياصلها للتابعين ورسم استراتيجيات محددة لتحقيق أهداف المنشأة.  وأعلى المستويات في القيادة ويسمى "قائد من المستوى الخامس"، والذي بينت الدراسات أنه الشخص الذي استطاع أن يفى بالمستويات الأربعة السابقة، لكنه تميز بصفتين رئيستين متضادتين وهما: المهنية العالية والاحترافية المتقنة في التعامل مع ظروف العمل وتحدياته الداخلية والخارجية، وكذلك تأصلت في سلوكياته روح التواضع والتسامح والبعد عن الأنانية. أن تلك المستويات لا توجد مفصولة على أرض الواقع، لكنها تمتزج في شخصية القائد وروحه ومشاعره ليكون فعلاُ قائد من المستوى الخامس.

(الجزء الاول والثاني على مدونتي: http://www.almoamary.blogspot.com/)