الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

حواطر أكاديمية: البيئة التعليمية ... العامل المنسي


خواطر أكاديمية
البيئة التعليمية ... العامل المنسي
ديسمبر 2012
د. محمد بن سعد المعمري
من العوامل المؤثرة على العملية التعليمية، البيئة التي ينشأ فيها الطالب، فقد ينشغل الكثير من القيادات التعليمية بإعداد المناهج وإعداد أعضاء هيئة التدريس والمباني؛ لكنها لا تضع في الحسبان البئية التي يتعلم فيها الطالب، فالضغط النفسي الذي يقع عليه نتيجة تضارب أوقات الامتحانات وعدم تنسيقها، ووضع أسئلة لا تتوافق مع الأهداف التعليمية، وعدم وضوح عملية التقييم، جميعها تسبب له ضغوطاً عديدة ربما أثرت على تحصيله العلمي. كما أن استثارة روح التنافس البحت بين الطلاب يُنمِّي في دواخلهم النزعة نحو الأنانية، ويُزهِّدهم في تبادل المعلومات بين بعضهم، ويقتل روح المشاركة والجماعية مما يؤدي إلى تكون الشللية، وعدم التعاون للوصول إلى الأهداف المنهجية. وأفضل مثال لذلك ما يحدث في السنوات التحضيرية لبعض الجامعات، حيث يكون المعدل التراكمي العامل الوحيد المؤهِّل للقبول في التخصصات التى يرغبونها ـ أما البيئة التعاونية، فترفع من درجة التعاون بين الطلاب، ويزكِّي دوافع ورغبة المشاركة والعمل الجماعي بينهم، ويضاعف مستوى الحرص على تبادل المصادر المعرفية بين أفراد الدفعة الواحدة تعميمًا للفائدة، خاصة إذا كان المعدل التراكمي ليس العامل الوحيد لتحديد مستقبلهم. وقد يُصعب على أي منشأة تعليمية تهيئة بيئة تعاونية بين طلابها، لكن الأصعب محاولة تحويل البيئة التنافسية إلي تعاونية.