الثلاثاء، 17 مايو 2011

خواطر أكاديمية: زوال محفزات التميز

خواطر أكاديمية

زوال محفزات التميز

يونيو 2011

د. محمد بن سعد المعمري

إن العوامل التى تؤدي إلى الابداع متى ما وُظفت بطريقة فاعلة ستُؤتي ثمارها بالوصول إلى التميز بأفضل النتائج. لكن تلك العوامل لا تؤدى دوماً إلى نتائج ايجابية مستمرة، فلكل عامل دورة زمنية يختلف مداه بإختلاف العامل. معرفة دورته الطبيعية له أهمية كبري في البيئة الأكاديمية. فعند بداء تأثير أي منها تكون المحفزات حاضرة والزخم كبير، ويكون منحنى تأثيره ايجابياً ومتسارعاً، ومع تحقيق معظم الاهداف وزوال أسباب المحفزات، يتحول التأثير من إيجابي إلى محايد لبعض الوقت، ثم يبداء بالذبول والزوال. العوامل المحفزة ربما كانت خارجية ناتجة عن السعي إلى إثبات الوجود أو التنافس أو التطور في المجال، وكذلك قد تكون داخلية بسبب الاستمتاع والرغبة في العمل لعدم رتباته. فلو أخذنا تأثير التقييم الاسباني (webometrics) على الجامعات السعودية كمثال للعوامل الخارجية لوجدنا تاثيره السحري عليها بحيث أحدثت ثوره عبر تطبيق بعض المعايير العالمية وبالتالي إحداث ثورة في الجوانب التقنية والمحتوى المعرفى في مواقعها. لكن نلاحظ أن زخم هذ العامل وتأثيره الاعلامي بداء بالنضوب، فمن نشر إعلانات مدفوعة الثمن وبكافة الالوان في الصحف لابراز انجازاتها، نلاحظ أن هناك إهمال إعلامي تام. مثال أخر للعوامل المحفزة هو التحدى الذي تواجه الجامعات الناشئة لاثبات وجودها أمام جامعات لها باع طويل في المجال الاكاديمي وسبقتها بأميال عديدة، فتجد أن العاملين يتفانون في العمل ويستمرون ليلاً ونهاراً وخلال اوقات راحتهم لاثبات وجودهم كرقم مهم في معادلة الجامعات القائمة. وفي الغالب فإن تلك الجامعات الناشئة تحرص على تقديم نتائج سريعة وايجابية ومميزة وتحرص على ابرازها اعلامياً، لكن إذا كانت تلك النتائج مبنية على أعمال فردية ولم تُبنى على أُسس مؤسسية ومن خلال أليات واضحة وعبر تهيئة مدروسة لمنسوبي الجامعة من أكاديمين وغيرهم؛ فإن تأثيرها سيكون قصير الأمد ويزول سريعاً. إن التهاون في احداث تحديات جديدة يساهم في تراجع أي موسسة أكاديمية عبر تحول الطرق الابداعية مع مرور الزمن الى طرق تقليدية يسهل على منافسين اخرين تجاوزهم. لذا يقع على عاتق القيادات الأكاديمية مسؤولية كبيرة بالحرص على استمرار التأثير الايجابي لأي محفز لأطول فترة ممكنة أو إحداث محفزات جديدة تحافظ على زخم الانتاجية، ولإقرار حوافز للعاملين تُسهم في الوصول إلى روح التنافس الايجابي من خلال بيئة أكاديمية تعاونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق