الأحد، 11 نوفمبر 2012

خواطر: لماذا تابعنا شبكات التواصل الاجتماعي؟


خواطر أكاديمية
لماذا تابعنا شبكات التواصل الاجتماعي؟
نوفمبر 2012
د. محمد بن سعد المعمري
يوماً بعد يوم تثبت مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية ـ مثل التويتر واليوتيوب ـ أنها منافس شرس للاعلام التقليدي، فعند وقوع أي حدث كبير، يتأخر الإعلام التقليدي من تلفزة وفضائيات وصحافة إلكترونية عن نقل الحدث مباشرة في حينه، ويعود ذلك لعدة أسباب لعل من أهمها حرصه على تقديم معلومة موثوقة تلافياً للإثارة. فلو أخذنا حادثة انفجار حافلة الغاز قبل أسابيع مثالاً، لوجدنا أن الإقبال على متابعة تداعيات الحدث وآثاره عبر التويتر كان شديدًا نظرًا لسرعته في نقل الوقائع مباشرة وتقديمها بشكل متسلسل لحظة بلحظة، لذا فقد كانت أول تغريدة بعد دقيقتين، ووقف الجمهور على أول معلومة ذات مصداقية عالية بعد أقل من 20 دقيقة مع تكوين ما يسمي "هاشتاق" عن الانفجار الذي قدَّم سيلاً من المعلومات والصور والأفلام القصيرة المصورة. ولكن يُعاب على تويتر عدم الدقة في تقديم المعلوم عند بداية الحدث، ويرجع ذلك بالطبع لعدم اتضاح الرؤية، وكذلك لسعي البعض ـ عن قصد أو بسوء نية ـ لاختلاق أو تقديم تفسيرات متضاربة ربما أدت إلى ردات فعل سلبية. ومع أن تلك الوسائل ساهمت في دفع العديد من المتحدثين الرسميين إلى الظهور عبر وسائل الإعلام التقليدي لتنوير الرأي العام بوقائع الحدث، إلا أن وسائل الإعلام الجديد نفسها تلقفت تصريحاتهم وأعادت بثها. ويعود ذلك إلى أن كثيرًا من القطاعات الرسمية تخلَّفت عن اللِّحاق بركب وسائط الإعلام الإلكتروني مما تسبَّب في بطء وصول المعلومة الموثقة. بينما تمكنت القطاعات التي تواجدت مبكراً في الشبكات الاجتماعية من بث تغريدات تحوي العديد من الرسائل والأخبار، مثل: عدد المصابين، الوفيات، التطورات وبعض النصائح، ونتيجة لذلك شكلت بإعادة بثها لتصريحات المسؤولين مصدرًا معلوماتيًّا دقيقًا لمئات الآلاف من المتابعين مما قلل من خطر انتشار الاشاعات، بل وقدمت انطباعاً جيدًا عن قدرتها على التواصل. والذين كان لهم السبق والمبادرة في تغطية الحدث هم أصحاب المواقع النشطة على التويتر والفيس بوك وقنوات اليوتيوب من قبل وقوع هذا الحدث، وهم أيضًا الذين تمكنوا من جذب واستقطاب إعداد كبيرة من المشتركين والمتابعين منذ مدة طويلة.
  ولعل تجربة  الحساب الخاص بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وكذلك الحساب الخاص بطلابها كانا مثالاً جيداً للتواصل مع اسرة الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وتزويدهم بالعديد من الرسائل والتوجيهات مباشرة ولحظة بلحظة، وتعدُّ هذه دون شك تجربة حية تسلتزم العمل على تطويرها بُغية تحقيق أقصى فائدة منها ما أمكن.
إن التواجد في الشبكات الاجتماعية غير مكلف بالطبع، ولكنه يتطلب تكوين فريق عمل نشط ومُلمٍّ بفعالية القطاع، ولديه ارتباط وتواصل سريع مع متخذي القرار مما ييسر له إمكانية تزويدهم برسائل اعلامية موثقة، وبجانب ذلك يتمتع بانسيابية وحيوية في التجاوب مع استفسارات المتابعين، مما يساعد على بناء قاعدة عريضة ومتنوعة منهم. ويُمكِّن في الوقت نفسه المتحدثين الرسميين من مخاطبة شريحة كبيرة من الجمهور عبر إعادة نشر تصريحاتهم. أما في الأحوال الطبيعية فإن تلك المواقع تشكل وسائل توعية فعالة في خدمة المجتمع وتنمية الوعي العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق