الاثنين، 12 أكتوبر 2009

خواطر أكاديمية : سلامة المريض في المناهج الطبية

سلامة المريض في المناهج الطبية
د. محمد بن سعد المعمري


يعدُّ الاهتمام بسلامة المريض من الأهداف الرئيسة للقائمين على العملية التعليمية، لأن المناهج الطبية تجاوزت مراحل التدريس المباشر للامراض إلى النظرة الشمولية للرعاية الطبية، فطالب الطب اليوم يتخرج في كليته وهو مزود بمهارات عديدة تؤهل إلى أن يكون طبيبا ملماً بكل ما يساعده التعامل مع المستجدات في مجال المهنة. لذلك حرصت كلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية إلى مزج المحاور التي تهم بسلامة المريض بمناهجها الحديثة، فهذه المناهج تحوي محاور تطوير المهارات الطبية للطالب التى تتطبق منذ بداية الدراسة بالكلية. فطرق التعليم المبنية على حل المشكلات تتيح للطالب مجالا رحبا للنظر في كافة نواحي الرعاية المقدمة للمريض بحيث تتيح له الاطلاع والتعامل مع برامج عديدة مثل برامج الوقاية المختلفة وتثقيف المريض ومعايير الجودة والاطلاع على الانظمة الصحية وطرق البحث. وسعيًا لمزيد من التطوير لتلك المناهج؛ شاركت كلية الطب مع منظمة الصحة العالمية في إعداد ومراجعة دليل شامل لكيفية تطبيق محاور سلامة المريض في مناهج الكلية، وسيُطبَّق هذا الدليل في كليات الطب على مستوى العالم. وتأتي هذه المشاركة نظرًا للمستوى الأكاديمي العالي الذي وصلت إليه هذه الكلية. ويحتوي منهج سلامة المريض على مواضيع عدَّة تُعزِّز من مفهومها، وكيفية تطبيق النظم لتجنُّب الأخطاء الفردية، وكيفية العمل مع الفريق لتقديم رعاية شاملة ومتعدِّدة للمريض، مع كيفية التعامل مع الأخطار التي ربما تواجهه. إن هذا الاهتمام يأتى امتدادا لما تقدِّمه المنظومة الصحية للحرس الوطني من برامج متعددة ومختلفة تستهدف تحقيق رعاية آمنة للمريض بتطبيقها لأعلى المعايير العالمية. فزرع بذرة مفاهيم سلامة المريض في بداية الحياة العملية لأي طبيب؛ يؤهله إلى تقديم رعاية طبية آمنة أثناء ممارسته العملية، وهذا بدوره يساهم في تقليل الأخطاء الطبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق