الاثنين، 12 أكتوبر 2009

خواطر أكاديمية : العولمة الأكاديمية

العولمة الأكاديمية

د. محمد بن سعد المعمري

شكَّل سعي العديد من الجامعات والمراكز العالمية للخروج من النطاق المحلي والانطلاق في الآفاق الدولية؛ منهجًا حميدًا ساعد على نشر الخبرات الأكاديمية والعلمية خلال العقود القليلة الماضية، فنشأت بموجبه شراكات وقنوات للتواصل فيما بينها؛ بل ومن نتائجه المباشرة علاقات التوأمة مع جامعات ناشئة تحث الخطا لترتفع عتبات في سلم العلوم والمعارف. ولا شك أن تجارب كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعدُّ رائدة في مجال التعاون الأكاديمي والعلمي، فقد تيسَّر لها تسويق ما تراكم لديها من خبرات، فضلاًُ عن فتح أبواب كلياتها ومستشفياتها ومراكز أبحاثها لكافة الطلاب والمتدربين القادمين من مختلف إنحاء العالم. وساعدها ذلك على أن تحوز قصب السبق في العولمة الأكاديمية، وتأكيدًا لهذا القول؛ فإن من النادر أن تجد بلدًا لم ينتفع بعض أبنائه بخبرات تلك الدول وعلومها، ووطننا أنموذج ماثل أمامنا على ذلك. وعلى الرغم من حداثة نشأة جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية؛ إلا أنها لم تتأثر بأي عقبات مصاحبة للبدايات، ولذلك فقد وضعت نصب عينيها تحقيق أقصى قدر من الاستنارة بالتجارب العالمية في المجال البحثي والأكاديمي والإفادة منها، ولتحقيق ذلك ابتعثت المئات من منسوبيها إلى أفضل الجامعات وأعرقها وأشهرها، وسعت إلى تكثيف الدورات والمؤتمرات التي تُعزِّز من قدرات وخبرات الكفاءات الوطنية العاملة لديها، وحرصت في الوقت نفسه على تطبيق مناهج حديثة مستوحاة من تجارب أثبتت نجاحها في جامعات عالمية متميزة ومرموقة. وتوَّجت الجامعة جهودها في هذا المنحى بإنشاء مجلس استشاري عالمي يضم نخبة من علماء وأكاديميين من ذوي الشهرة العلمية الواسعة؛ ليتولى تقديم الخبرة والمشورة التي تضمن المحافظة على المعايير المطبقة في المنظومة الصحية للحرس الوطني وترقيتها. ومن البدهي أن الخروج عن نطاق المحلية إلى مجال أرحب وأوسع سيساهم في تحقيق رسالة هذه المنظومة بتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية، وتوفير التعليم الجامعي الصحي، إضافة إلى تبني وإجراء الأبحاث الصحية والمشاركة في الصناعة الصحية والإسهام في برامج المجتمع بما يؤدي إلى تكاملها وريادتها وتميزها عالميًّا,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق