السبت، 3 ديسمبر 2011

خواطر أكاديمية: خير خلف لخير سلف

خواطر أكاديمية – د. محمد بن سعد المعمري

نوفمبر 2011

خير خلف لخير سلف

مشاعر مختلطة عشناها الايام الماضية، بين فرحة بسلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- بنجاح العملية التى تمت له بمدينة الملك العزيز الطبية للحرس الوطني، وحزن عميق لفراق الامير سلطان بن عبدالعزيز بعد معانة طويلة مع المرض. الأمير سلطان ذلك الأنسان الذي أقترن دوماً بالخير والعطاء، ولم يذكر إلا ونتستذكر ملحمة وطن بذل في خضمها سبعة عقود قضى جلها في الخوض عن كيان الوطن. لمسات إنسانية نراه وهو يداعب طفلاً معاقاً، أو يتكفل بحفر أبار للعطاشى في أفريقيا، أو بما يقدمه من خدمات أنسنانية عبر مؤسسته الخيرية. لحظات حزينة عشناها منذ أعلن خبر انتقاله لمثواه الاخير حتى حط جثمانه أرض الوطن وورى في ثراه. أفواج كبيرة كانت متواجدة كل الوقت يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين في لمسة وفاء أخوية أبى إلا ان يكون مع الجميع رغم فترة النقاهة التى يقضيها.

ومع أن المصاب جلل، إلا أن الوطن لملم أحزانه، وألتمت الأسرة المالكة ممثلة بهيئة البيعة لتبارك لخادم الحرمين الشريفين تعيينه أخاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية. والأمير نايف رجل دولة بكل ما تحمل الكلمة، وهو غنى عن التعريف ويكفى أن يذكر أسمه حتى يبرز الأمن والأمان وحماية الوطن ومحاربة الارهاب كإنجازات شهد لها القاصي قبل الداني. ملفات كثيرة وإنجازات أكثر في مجالات عديدة مثل الإعلام والشؤون الاسلامية والتنمية البشرية وحل معضلة البطالة وغيرها كثير. ومع كل ما مرت به المنطقة من أزمات في الفترة الماضية، نجد أن سفينة الوطن استطاعت بحول الله وتوفيقه من عبور أمواجه العاتية هادئة مطمئنة مدعمة بتماسك الجميع وتلاحمهم مع قيادتهم. وما زاد تلك السفينة ثباتاً مقدرة مؤسسة الحكم على الانتقال السلس والهاديء لولاية العهد من خير خلف لخير سلف تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- الذي اعتدنا منه حنكته وبعد نظره في تعيينه من هو أهل لحمل المسؤولية بكل جدارة واستحقاق.

فمثل الأمير نايف نهنئ به الوطن والمواطن لما يحمل من حب وخير واخلاص قل أن يوجد مثله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق