الاثنين، 9 نوفمبر 2009

خواطر أكاديمية: من أين يبداء التغيير؟

خواطر أكاديمية

من أين يبداء التغيير؟

يوليو 2009

د. محمد بن سعد المعمري

يشغل التغيير حيزا كبيرا من الاهتمام لتطوير بيئة العمل، وهذا التغيير لا يكون من أجل التغيير فقط، بل لا بد ان يكون له أهدافا محددة وواضحة. والبيئة الاكاديمية ليست بمعزل عن ذلك بل هناك متغيرات كبيرة تظهرها البراهين العلمية المتجددة التى تفرض التفاعل معها لكي لا تتحول تلك المتغيرات الى ثوابت بفعل الزمن. فالعملية الأكاديمية مثلا لا بد ان تعامل بحيوية وتكون قابلة للتجديد والمراجعة مع مرونتها لأي تغيرات ابداعية. ومما يؤسف له، الجمود الذى أصبح صفة تلازم بعض البيئات الاكاديمية وركونها الى الراحة بتكرار اعادة محتواها ومناهجها بدون أجراء أي مراجعات. أن تغيير البيئات الاكاديمية يبداء بالوصول الى القناعة بأن يكون هناك حاجة ماسة لذلك. وتنبع تلك الحاجة من عوامل داخلية أو خارجية، فالعوامل الداخلية تأتى من قناعة بعض أعضاء هيئة التدريس أو من في حكمهم بإبداء الرغبة لذلك مبنية على التطورات المتتالية في مجال عملهم وأهمية ان يواكبوها لكي لا يتخلفوا عن الركب. وربما أتى التغيير من دافع مؤسسي للتجديد والتطوير ومواكبة الابداع العلمي بفرض أجندة جريئة للخروج من البوتقة التقليدية الى رحاب أوسع وخيارات أفضل. وقد يكون المحرك للتغير نابع من عوامل خارجية مثل تأثر المخرجات التعليمية وعدم مواكبتها لاحتياجات سوق العمل، أو ظهور منافسين جدد يقدمون حلولا أفضل ووسائل تعليمية وتقنية أجود تغرى المتقدمين على التنافس للانضمام الى ركب المطوريين وترك التقليدين يعيشون واقعهم بمنظور الماضى. إن محرك التغيير هو الوصول الى القناعة به كخطوة أولى، وأن تعمم مبادئه وأسسه على قطاع أكبر من المعنيين. فمن عايش عملية التغيير يعرف صعوبة توليد هذه القناعة والأصعب منها تهيئة البيئة المحيطة بالخروج من الروتين المعتاد والنظام الرتيب الى الاستثمار في بناء منهج أكاديمي أو نظام أكاديمي يضمن أستمرارية تفوق المؤسسة التعليمية واستمراريتها. فهناك أمثلة لمؤسسات عريقه لم تعايش عصرها وتغيراته وأستمرت تنظر الى محيطها من أبراج عاجية حتى أهتزت وتأثرت بفعل قوى التحديث المدعومة ببراهين علمية وتوجهات حديثة تواكب متطلبات العصر. إن من المتوقع أن يواجه التغيير الاكاديمي مقاومة وتشكيك بعدم نجاحه، لذلك لا بد ان يكون من خلال خطة عملية متدرجة مع دعم من القيادات الاكاديمية لسياسة التغيير من خلال تبنيها رؤى وقيم واستراتيجات حديثة وجديدة تضمن استمرارية نجاح ونمو المؤسسة التعليمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق