الأحد، 19 سبتمبر 2010

خواطر أكاديمية: عام اكاديمي جديد

خواطر أكاديمية

عام أكاديمي جديد

أكتوبر 2010

د. محمد بن سعد المعمري

في البدء نرحب بطالبتنا وطلابنا في بداية العام الجديد، نرحب بالمستجدين منهم في كافة الكليات، كما نرحب أيضا الى من أنضموا الينا في برامج الدراسات العليا المختلفة. فالعام الأكاديمي 2010/2011 يحمل عدة مناسبات كل منها يستحق أن يفُرد له موضوع مستقل. فإحتفالية العام الأكاديمي الجديد إزدانت بثلاث مناسبات عزيزة علينا: عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات، وتدشين باكورة المدن الاكاديمية لجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في يوم الوطن. فاليوم الوطنى ذكرى عزيزة على قلوبنا تحمل عبق التاريخ على مدى ثلاثة ارباع القرن، ملحمة قل أن يجود التاريخ بمثلها انطلقت قبل أكثر من قرن ليعيد المؤسس توحيد أرجاء الوطن في نسيج متناسق متكامل وكيان فرض مكانته عاليا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا. جاء المؤسس برؤية انبثقت من عزيمة صادقة قوية تُبشر ببزوغ فجر جديد يلُم أرجاء الوطن في مشروع عالمي له اولوياته ومصالحه وصداقاته.

وكما استشرف الملك عبدالعزيز هذا الكيان، يأتى الملك عبدالله ليضع تحديات المستقبل امامه ويختار التعليم كأحد أهم الخيارات الاستراتيجية في أجندته لاختصار الزمن معززاَ تكامل مشروعنا الحضاري اقتصاديا واجتماعيا وتربويأ، مشروع ينقل الوطن من متلقى للمعرفة إلى صناعة المعرفة والمشاركة الفاعلة فيها. فمشاريع المدن الجامعية التى قطعت شوطا كبيرا ومتوقع انتهائها في عام 2011، تعد نقلة كبيرة في مسيرة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية. إن تجهيز كليتى الطب والتمريض للبنات وتدشينهما تترجم الحلم إلى واقع ماثل أمامنا، وتظهر لنا أرهاصات طفرة كبيرة قادة في التعليم الصحي متمثلة في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية. فالجامعات السعودية قفز عددها من سبع جامعات الى ما يزيد على ثلاثين جامعة تضم ما يقارب مليون طالب، بحيث شهدنا في الفترة الماضية جامعة كل ثلاثة أشهر، وخمس كليات كل شهر، وثمانمائة مبتعث كل شهر. فهذه المشاريع الاكاديمية العملاقة سنشهد مخرجاتها خلال السنوات القليلة القادمة، خاصة وأنها تحمل رسالة هامة تسعى الى سد حاجة سوق العمل ودعم العمل البحثى وتعزيز مكانة المملكة العلمية عالميا.

الخميس، 19 أغسطس 2010

موضوع طبي: التحذير من استخدام موسعات القصبات الهوائية طويلة الأمد لمرضى الربو

موضوع طبي: التحذير من استخدام موسعات القصبات الهوائية طويلة الأمد لمرضى الربو

د. محمد بن سعد المعمرى

استاذ مشارك واستشارى الامراض الصدرية

جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعولم الصحية

http://www.alriyadh.com/2010/08/19/article552940.html

صدر حديثاً عدد من التحذيرات عن بعض الادوية المستخدمة في علاج مرض الربو؛ حيث حذرت كل من هيئة الدواء والغذاء الامريكية وهيئة الغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية بألا تستخدم المستحضرات الموسعة للقصبات الهوائية طويلة الامد (LABA) علاجاً وحيدً (Monotherapy) لمرض الربو حيث لا بد ان يقترن استخدامها بمستنشق الكورتيزون (Inhaled Corticosteroids) مع التوصية بتعليق تسجيلها. وقبل ان نخوض في هذا الموضوع، نود أن نبين أن الأدوية الوقائية تعد من اساسيات علاج مرض الربو والتى ينبغى الاستمرار عليها للتحكم بالمرض. وتتكون هذه الادوية من مستحضرات الكورتيزون التى تعطى غالبا على هيئة بخاخ، ومضادات مادة الليكوتراين، والمستحضرات الموسعة للقصبات الهوائية طويلة الامد. وتم تدشين تلك البخاخات الموسعة للقصبات الهوائية طويلة الأمد لعلاج مرض الربو عام 1990، وتم اعتمادها كعلاج فاعل ويوصى به من قبل الجمعيات العلمية العالمية عام 1994، وذلك بإستخدامها مع مستنشق الكورتزون حيث وجد أن تأثيرهما أفضل من مضاعفة جرعة الكورتيزون. ويتوافر منها في السوق السعودي كل من ((Salmeterol and Formeterol على هيئة بخاخات أحادية الجرعة أو بودرة مستنشقة. وقبل قرابة 10 سنوات تم انتاجها في بخاخات مجمعة بحيث تحوى موسع القصبات الهوائية طويلة الامد ومستنشق الكورتيزون معاً، وأصبحت تلك البخاخات المجمعة حجر الاساس لعلاج مرض الربو منذ ذلك الوقت.

إن التحذيرات الصادرة من هيئات الغذاء والدواء عن هذه الأدوية يقتصر على استخدامها كعلاج وحيد لمرض الربو بدون استخدام البخاخ المحتوى على مادة الكورتيزون. وقد ظهرت بعض الملاحظات على هذا الدواء قبل قرابة 4 سنوات عندما تبين ان المرضى الذين يستخدمونه لوحده حدث لديهم تدهور بحالتهم الصحية، كما لوحظ ان هناك احتمال حدوث وفيات. ويعود ذلك الى أن مرض الربو ناتج عن خلايا التهابية غير جرثومية لا يمكن التحكم بها الا عن طريق الادوية المضادة للالتهاب مثل الكورتيزون والمستحضرات المضادة لمادة الليكوتراين. أما عند استخدام البخاخات الموسعة للقصبات الهوائية طويلة الامد التى يستمر تأثيرها من 10-12 ساعة، فإن المريض يحس بالارتياح بسبب توسعة القصبات الهوائية ويشعر بتحكم بمرضه ولكن بدون القضاء على خلايا الالتهاب، وهذا يعرض المريض للخطر بسبب استمرار مسبب مرض الربو بدون علاج كافى. ونتيجة لذلك فإن المريض تتدهور حالته الصحية عند حدوث أي مُهيج لمرض الربو مثل الالتهابات الفيروسية مؤدية الى أزمات ربو حادة. إن المستحضرات الموسعة للقصبات الهوائية طويلة الأمد تختلف عن موسعات القصبات الهوائية التى تستخدام عند الحاجة للتخفيف من اعراض ازمات الربو (مثل بخاخ الفنتولين) ويستمر تأثيرها 4-6 ساعات؛ حيث لا يشملها التحذيرات السابقة. ومما يجدر ذكره ان العديد من المبادرات العلمية العالمية بما فيها المبادرة السعودية لمرض الربو الصادرة من جمعية الصدر السعودية، تنبهت مبكراً لهذه البراهين العلمية وادرجته في توصياتها بالتحذير من استخدام تلك البخاخات كعلاج وحيد لمرض الربو والتنبيه بأن تستخدم مع البخاخ الحاوى على الكورتيزون، خاصة مع انتاجها على هيئة بخاخات مجمعة تحتوى على مشتقات الكورتيزون ومستحضرات موسعات القصبات الهوائية طويلة الأمد.

إن مرضى الربو الذين استخدموا تلك البخاخات كعلاج أحادى في السابق، لن يكونوا عرضة لتلك المشاكل الصحية طالما انهم حالياً يستخدمون العلاج المناسب الذي لا بد أن يشمل مشتقات الكورتيزون او مستحضرات الليكوتراين حسب توصيات الطبيب المعالج.

الأحد، 25 يوليو 2010

مقالة: حلم سعفة ... حلم الوطن

حلم سعفة ... حلم الوطن

www.saafah.net

د. محمد بن سعد المعمري


لم تصنع المحاولات العديدة لتقنين وتنظيم ما يبث للنشء الجديد أنموذجاً وطنيًا يُعتدُّ به، فلم نرى ـ سابقاً ـ إلا ترجمات أو (دبلجات) لمنتجات عالمية جرى تطويعها قسراً لتناسب المجتمع، لكن الشروع في إعداد ميثاق "سعفة الأسرى" المستمد من تراب الوطن، ويتشرب قيمه ومعاييره التى تتجاذبها تيارات عديدة، يعد حقاً ابتكاراً جديداً يطرح الأنموذج الذي افتقدناه، لنراه اليوم ماثلاً أمامنا. إن مشروع "حلم سعفة" يُقدِّم أنموذجًا مثاليًا للشخصية السعودية.. يُجسِّد أهدافها، ويُعبِّر عن قيمها، ويترجم مشاعرها، ويُنفِّس همومها، ويحمل طموحاتها، ويُمثلها في مناسباتها وقضاياها؛ فهو بالتأكيد مشروع جبار يستهدف إحياء العادات السامية، ويغرس حب الوطن إحساسًا بقيمة المسؤولية الاجتماعية المستمدة من القاعدة النبوية الشريفة: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".


إن المتأمل في تعابير شخصية "سعفة" - التى تمثل هذا المشروع ـ سيستظهر نبل وطيبة وحنان وشموخ المرأة السعودية، ويتبيَّن جدارتها وقدرتها على حمل الرسائل المنوطة بها، كما أن كل شخصية لها تصلح أن تكون برنامجاً متكاملاً يخاطب كل أرجاء الوطن، ويُعوَّل عليها في المساعدة على تكوين قيم المعلمة والطبيبة والمثقفة وكل أطياف المجتمع.


ويتحمَّل ميثاق "سعفة الأسرى" مسؤولية كبيرة في أداء كل هذه الأدوار المتعددة، فشخصية "سعفة" تصلح أن تكون مسلسلاً يبث في الأوقات التى تستأثر فيها شاشة التلفاز بانتباه الأسرة، وأن تظل حاضرة في وسائل الإعلام لتمثل ميثاقها، بل وفي منشورات ومطويات يتركَّز مضمونها على رسائل توعية هادفة. فجيل اليوم بفقده للأنموذج؛ أضحى عرضة للتأثر بشخصيات مستوردة، وبالتالي فمن المتوقع أن يسعد بشخصية نموذجية يرى فيه جدته وأمه وأخته. ومثلما ابتُكرت تلك الشخصية التى تمثل المرأة السعودية؛ فمن المُؤمَّل ابتكار شخصية مماثلة للشاب والرجل السعودي. وقطعاً، لن يغيب هذا عن ذهن راعية بذرات "حلم سعفة" صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد العزيز - أتم الله شفاءها - والمشرفة عليه ابنتها الوفية صاحبة السمو الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد بن سعود الكبير، وكل من ساهم وبذل جهدًا في مشروع الميثاق.


إن ترسيخ المعايير الثقافية والاجتماعية والأخلاقية لأي مجتمع؛ ليس عملية سهلة، وإنما هو مخاض عسير. فتقاليد كل بيت تعد مكوناً رئيساً لنسيج المجتمع وثقافته، لذلك كان هذا النسيج سهل التكوين في الماضي الجميل إذ إن تكرار أنماط بسيطة في المجتمعات الصغيرة المغلقة، يُنتج نسيجاً اجتماعيًا متماثلاً يسعى الكل إلى احترامه وتقديره واتباع عاداته في ظل أعراف اجتماعية متوارثة يخشى الجميع تجاوزها؛ لأنها بثت في سنى العمر الأولى حتى نمت لتشكل مكوناً رئيسًا في شخصية الفرد. ومع انفتاح المجتمع وتعدد العوامل المؤثرة فيه ـ داخليًا أو خارجيًا ـ نجد أن العملية أصبحت أكثر تعقيداً مع تعدد ألوان النسيج الاجتماعى وأشكاله وتكوينه. فالنشء الجديد يتاثر الأن بالفضاء الإلكتروني الذي يعج بما لا يمكن إحصاؤه من القنوات الفضائية ذات الأيدولوجيات المتعددة، والأجندات الخفية المخيفة؛ أما عالم الأنترنت الافتراضي فبلا حدود أو معايير أو اخلاقيات، عالم يصعب التحكم فيه إلا بمنعه، وهذا يعد انتحاراً ثقافياً. كما أن المدارس أصبحت عالماً شائكاً يضم أطيافاً بخلفيات ثقافية واجتماعية وعقائدية متباينة، تتجاذب النشء يميناً ويسارأ. ومن المؤسف أن تختفي رقابة القرية القديمة حين كان الطفل لا يشعر باليتم لأن الجميع يرعاه ويتابعه ويحرص عليه، لتُستبدل بثقافة المدينة التى يصعُب أن تتحكم فيها معايير أو أخلاقيات أو قيم. ومن هنا تأتى معاناة الجيل الجديد الذي يفتقد الأنموذج المثالي الذي يشاهده من صغره لكي يسدَّ العديد من الثغرات التربوية، وليعوِّض غياب الوالدين الفعلي أو المعنوي. كل هذه العوامل تجعل من حلم سعفة ... حلم أي أب أو أم، وميثاق سعفة ... ميثاق الوطن.


السبت، 26 يونيو 2010

خواطر أكاديمية: مفترق الطريق بعد المرحلة الثانوية

خواطر أكاديمية

مفترق الطريق بعد المرحلة الثانوية

يونيو 2010

د. محمد بن سعد المعمري

تعد نهاية العام الدراسي لطلاب السنة النهائية من المرحلة الثانوية من أصعب المواقف التى تواجههم ، فالطالب أو الطالبة لديه رغبته في تخصص معين لكن عملية القبول ليست كما كانت في السابق بإعتمادها على نتيجة الثانوية العامة فقط؛ بل أصبحت تعتمد على نتيجة الثانوية العامة التى تعكس المعدل التراكمي أثناء المرحلة الثانوية مع وضع أوزان أعلى للمواد العلمية واللغة الانجليزية والنحو؛ اضافة الى نتيجة اختبارات القياس والقدرات. كما أن عملية القبول أصبحت مقننة مع عدالة أفضل في عملية الفرز. لذلك تظل الرغبة الاكيدة للطالب مؤجلة بعض الوقت حتى انتهاء كافة النتائج. ومع اتضاح الرؤية يمر بعض الطالب بفترة حيرة بين رغبته القوية لتخصص معين ونظرة والديه الذين أفنيا عمريهما في انتظار هذه اللحظة الحاسمة، والبعض الأخر لم يبذل الوقت لتحديد تخصص المستقبل ويظل مشتتاً بين نقاشات الاهل والزملاء. ولا ننسى الطلاب والطالبات الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على معدلات عالية وما هو مصيرهم والى أين يتجهون. وهنا تأتى أهمية التهيئة المبكرة بالنقاش الفعال والبناء مع الابناء بأهمية الاستعداد المبكر من بداية المرحلة الثانوية وطرق حساب معدلها، ولفت انتباههم لتوسيع مداركهم عن امتحانات القياس والقدرات واهميتها. كما ينبغى الحرص على أن لا تقتصرالرغبة على تخصص محدد بل لا بد من وضع خيارات عديدة كي لا يتحطم الابن او البنت عند عدم تحقق الرغبة الاولى. وتتحمل المدرسة جانبا مهما في عملية التهيئة وذلك بعقد ملتقيات مع طلابها وطالباتها لتعزيز قدراتهم بالتفكير المنطقى لاختيار تخصص المستقبل واهم متطلباته وتفعيل دورها الارشادي في هذا المجال، ويشاركها في ذلك الجامعات بتواجدها بين الطلاب في هذه الفترة الهامة من حياتهم واثراء مواقعها بكل مفيد عن التخصصات المتاحة ومتطلباتها وفرص العمل المربوطة بها. وتعد شخصية الطالب وقدراته ومهارته وجلده على طلب العلم عوامل أخرى هامة ينبغى التنبه لها. فكم من طالب نابغ في مراحل التعليم العام واجهته مشاكل عديدة في المرحلة الجامعية لعدم توافق قدراته ومهارته مع التخصص، والبعض يتنبه مبكرا ويغير التخصص والبعض الاخر يكابر ويكون مصيره الفشل. وهناك أيضا من تكون قدراته محدودة ولكن والديه وبضغط ومحاولات عديدة يدفعون ابنهم أو ابنتهم الى تخصص يتجاوز قدراتهم، وهم بذلك يدمرون مستقبل ابنهم من حيث لا يدرون. ان الاعداد والاستعداد المبكر مع الواقعية في التعامل في هذه المرحلة لهما دور فاعل بالوصول الى أفضل النتائج والمخرجات لابنائنا وبناتنا.

خبر: د. المعمرى متحدثا رئيسا عن سلامة المريض



د. المعمرى متحدثا رئيسا عن سلامة المريض


يشارك د. محمد بن سعد المعمرى - العميد المشارك للشؤون السريرية بكلية الطب جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية - كمتحدث رئيس في المؤتمر العالمي لجودة الرعاية الصحية الذي يعقده مجلس اعتماد المؤسسات الصحية بعمان في المملكة الاردنية الهاشمية في الفترة من 28 -30 يونيو 2010. وسيكون محور مشاركته عن تطبيق سلامة المريض في المناهج الطبية للتخصصات الصحية حيث تشكل سلامة المريض جانبا كبيرا من فعاليات المؤتمر، وسيستعرض تجربة وخبرة الجامعة في هذا المجال حيث تعد من الجامعات التى ساهمت في اعداد منهاج سلامة المريض في المناهج الطبية، ومن أول ثلاث جامعات على مستوى العالم تضمن كافة المواضيع المتعلقة بسلامة المريض في مناهجها. وتأتى مشاركة د. المعمرى بكونه مستشارا للاتحاد العالمى لسلامة المريض التابع لمنظمة الصحة العالمية، ومن الخبرات الوطنية في هذا المجال على المستوى الاقليمي.

http://search.al-jazirah.com.sa/2010jaz/jun/30/fe7.htm

الخميس، 27 مايو 2010

مقالة: تهنئة للوطن

تهنئة للوطن


بمناسبة تخرج الدفعة السادسة – عام 2010


د. محمد بن سعد المعمرى


سأبدأ بتهنئة لصاحب السمو الملكى الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز – نائب رئيس الحرس الوطنى للشؤون التنفيذية – قبل تهنئة خريجي الدفعة الجديدة من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الذين شرفهم برعاية كريمة لحفل تخرجهم وتحقيق حلمهم الكبير. أهنئ سموه لأن هذه الجامعة التى تعدو في عامها الخامس منذ انشائها، تفخر أنها استبقت الزمن حيث أنها تخرج اليوم سادس دفعاتها، فهى عريقة بجذورها التى أتت كنتيجة طبيعية لاستثمار مستمر للحرس الوطنى لعدة عقود في المجال الصحي. استثمار اضاف ابعادا جديدة للشؤون الصحي للحرس الوطنى؛ بعداَ أكاديميا بتدشين الجامعة ، وبحثيا بإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للابحاث الطبية. فيكفى الجامعة فخرا أن يكون أكثر من نصف الاستشارين العاملين في مدن الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطنى وأكثر من نصف أعضاء هيئة التدريس ممن حصلو على الزمالات الطبية تحت مظلة المنظومة الصحية للحرس الوطنى، اتموا تدريبهم وتأهيلهم في أرقى الجامعات العالمية. وتفخر أيضا بتواجد خريجات كليات التمريض بين جنبات المدن الطبية يقدمن رعاية راقية لأبناء وطنهم ويسهرن على متابعة مرضاهم. وتتطلع ايضا الى مشاركة فاعلة لخريجي برامج الماجستير العديدة في المجالات التى اختيرت بعناية لتسد حاجة ماسة في تخصصات يطلبها الوطن. ونرى كذلك مشهدأ جميلا بتخرج دفعة جديدة في كلية الطب؛ تلك الكلية التى كانت فكرة طموحة في عام 2004، شككك البعض بنجاحها واستمرارها، فكرة ابداعية ورائدة ، إلا أنها وبدعم من لدن سيدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - نمت سريعا لتكون أنموذجا رائعا يتوق الكثير لتبنىه. جميل ان تتحول الفكرة الى مشروع وأن يتحول الحلم الى واقع؛ إنها ارادة قائد أبى إلا ان يجعل تلك الجامعة ماسة مضيئة في عقد جامعات الوطن. استثمرت تلك الجامعة النجاحات العديدة للشؤون الصحية للحرس الوطنى في تطوير نفسها من مستوصفات صغيرة الى مدن طبية رائدة بأبعاد صحية وبحثية واكاديمية، وقادرة على تلبية احتياجات المجتمع والوطن. فكما نهنئ طلبتنا وذويهم بتخرجهم وتشرفهم بالعمل في هذا المجال الصحي، نهنيء معالى مدير الجامعة وكافة منسوبيها على تخرج تلك الكوكبة من طلابنا وطالبتنا في العديد من كلياتها، وكلنا أمل ان يحققوا ما يصبون اليه في حياتهم العلمية والعملية.

الخميس، 13 مايو 2010

خواطر أكاديمية: جسد واحد ... تجسيد للوطنية

خواطر أكاديمية

جسد واحد ... تجسيد للوطنية

مايو 2010

د. محمد بن سعد المعمري

تجلَّت - أثناء العواصف والأمطار الغزيرة التى ضربت الرياض في شهر مايو 2010- ظاهرة لفتت انتباه وسائل الإعلام وكثيرًا من المواطنين، ظاهرة أثبتت مدى حب شبابنا وشاباتنا للوطن واندفاعهم التلقائي لتلبية النداء الفطري للتعاون والتكافل والمساعدة، فبسبب قوة العاصفة وزخات المطر؛ تعطَّلت بعض الطرقات وإشارات المرور بالرياض لعدة ساعات مما أدى الى صعوبات عديدة في حركة السير، وغرق بعض السيارات في الأنفاق. ردَّات الفعل الطبيعية لشبابنا انعكست في تنظيم أنفسهم ووقوفهم عند تقاطعات الطرق لتنظيم حركة السير، وإزالة بعض الحواجز، ووضع بعض الدعامات لاستخدام الأرصفة تجنبًا لمواقع تجمعات المياه. ولكم كانت أيضا بعض لقطات الفيديو المحملة على الإنترنت في موقع (اليوتيوب) جميلة ورائعة وإنسانية. فسيارة نقل طلاب إحدى المدارس الأجنبية تغوص تدريجيًّا في أحد الأنفاق ويفقد سائقها الحيلة لإنقاذ الاطفال، لتنطلق مجموعة من الشباب مكونين سلسلة بشرية تقف على الحاجز الأسمنتى؛ بينما يقفز بعضهم في المياه لالتقاط الأطفال واحدا بعد الآخر، وخلال أقل من خمس دقائق تكتمل عملية إنقاذهم مع سائقهم ومعلمتهم وإرجاعهم إلى مدرستهم سالمين، وتتكرر تلك المشاهد التى لو كتبنا عنها لملأنا صفحات كاملة بها. جانب أخر رائع برز في تدشين حملة تطوعية بالتعاون مع الدفاع المدني لإنشاء صفحة على (الفيسبوك) في أقل من 24 ساعة بمسمى "جسد واحد... وطن واحد". وهي عبارة جدير بنا تهنئة الشباب والشابات الذين بادروا بها، ليشاركهم قرابة 5000 عضو خلال المدة نفسها، هدفٌ سامٍ ونبيل وهو مساعدة المتضررين، نشروا أسماءهم وأرقام هواتفهم، وأدارو تلك الحملة من مكان معلن في إحدى مقاهى الرياض. هذه المبادرات رأيناها في جدة أثناء محنتها، وشعرنا بها أكثر عندما عايشناها في عاصمتنا. تضمين مثل هذه التجارب في مناهجنا، ومناقشتها بين جنبات الفصول الدراسية، سيكون له أثر كبير في تعزيز مفهوم المواطنة عبر أمثلة بسيطة ومعبرة. علينا تحديد المكامن التى نود تعزيزها لدى الجيل الجديد، والقيم التى نود بذرها فيهم لينمو لديهم غراس حب الوطن، يلزمنا تحويلها إلى أهداف تعليمية مع إيجاد طرق ووسائل ابداعية لتنفيذها.

خاطرة أخرى: عندما طلبت من ابنتى أثير التى تدرس في الصف الثاني الابتدائي ربط حزام الأمان في السيارة، قالت: معلمتى شرحته لنا في موضوع "احذر تسلم" بمادة القراءة... مسألة حضارية أن تحوي مناهجنا مثل هذا المحتوى في سنوات التعليم الأولى.

السبت، 10 أبريل 2010

خواطر أكاديمية: كفاءة المخرجات التعليمية وصناعة المعرفة

خواطر أكاديمية

كفاءة المخرجات التعليمية وصناعة المعرفة

د. محمد بن سعد المعمري

-------------------------------------------------------------------------------------------

يُعدُّ التوجه الذي نراه حديثًا بالبعد عن التعلم التقليدى توجهٌ محموداً، وذلك بالابتعاد عن التلقين وإجبار المتعلم قسراً على تلقى المعرفة بوسائل غير تفاعليه. فلقد كان اساس العملية التعليمية ـ طوال عقود من الزمن ـ التركيز على تلقي المعرفة وليس اكتسابها، وكان دور المتعلم سلبياُ يقتصر هدفه على اجتياز الامتحان دون تركيز على أهمية استمرارية التعلم بتلقي المعرفة والحصول على المهارات الأساسية لمستقبل وظيفي وعلمي أفضل. فتجاوز الطرق التقليدية وتغييرها لم يكن سهلاً؛ بل كان عبر طفرة تعليمية حديثة، وتطبيق طرق إبداعية بُنيت على عدة براهين علمية، يُعتمَد فيها على أهمية أن يكون المتعلم عنصراً نشطاً مستمتعا ببيئته التعليمية، كما أنها غيَّرت مفهوم أسس التعلم من تلقين المتعلم مواد معدة سلفًا إلى تحديد الأهداف التعليمية مُسبقاُ ومعاملتها كعقد ملزم للمعلم والمتعلم. واستمرت آلية التطوير تُركِّز على مفهوم الكفاءة الذى يُعنى بأهمية الأداء الناجح للعمل بمستوى معرفي عالٍ، واكتساب المهارات الأساسية لادائه مع التحلى بالأخلاقيات والسلوكيات التى تتماشى مع أصول المهنة. وأدى ذلك إلى تحديد قائمة بالمهام والمهارات التى يجب أن يكتسبها المتعلم ضمانًا لمخرجات تعليمية ذات جودة عالية. ففى مجال العمل الطبي حُدِّدت اُسس رئيسة للتعلم تضمن تخريج أجيال قادرة على التكيف مع الكم الهائل من المعرفة، وعلى التزود الدائم بكل ماهو مفيد وأساسي. ولا يعد الوصول إلى مستوى معرفي عالٍ كافيًا لوحده، بل لا بد أن يكون المتعلم ـ طالباً كان أو طبيباً متدرباً لديه الكفاءة اللازمة والمتجددة، وملكة تفكير منطقي نشطة لحل المعضلات ولتقديم الرعاية الصحية السليمة للمريض. كما أن التعلم لا يتوقف عند الحصول على الشهادة المطلوبة، وإنما ينبغى استمراره طوال حياة الطبيب المهنية، ويكون كذلك تعلمًا منهجياً منتظماً ومعتمداً على الوسائل الحديثة. وللوصول إلى الكفاءة المطلوبة في العمل؛ يلزم التركيز في جميع محاور التعلم على المهنية والقدرة على التواصل الإيجابي بين أعضاء فريق العمل، وبين الطبيب والمريض لتكوين شراكة فاعلة ومثمرة. وهذا يحتم أن يكون الطبيب عنصرا مؤثراً في مجتمعة بتقديمه لخدمات تُعزِّز دوره في المحافظة على الصحة والوقاية من المرض. إن العملية التعليمية الحديثة معقدة ومركبة، ولكن مخرجاتها تعد حجر الأساس في تكوين مجتمع معرفى قادر على استيعاب المعرفة والوصول إلى صناعتها وتصديرها.

الأحد، 7 مارس 2010

خواطر أكاديمية: هل نحن مستعدون للتعامل مع جيل اليوم؟

خواطر أكاديمية

هل نحن مستعدون للتعامل مع جيل اليوم؟

مارس 2010

د. محمد بن سعد المعمري

إن طرق التواصل التقليدي لن تكون مجدية تماماً مع التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصالات الحديثة وتطوراتها المتسارعة. لذا نجد ان جيل اليوم اصبح يتعامل مع عالمه الحقيقي ومع عالم اخر افتراضى له انماط جديدة من العادات والتعابير والمفردات والمفاهيم والمعتقدات. فمن يملك القدرة الى الدخول الى هذا العالم الافتراضي يستطيع الوصول الى جيل اليوم بأعتبارهم يمثلون أكثر من نصف المجتمع ويعدون أمل ومستقبل الوطن. وهذا أدى الى تكوين عالم خفى غير ظاهر اذا لم يتم تطويعه والتعامل معه فسيكون هناك عشوائية في التعامل ربما ادت الى التأثير على قيم الجيل. ومن أهم وسائل التواصل الحديثة البريد الاليكتروني، ومنتديات الحوار، وغرف النقاش، والمجموعات الاخبارية، وحديثا الشبكات الاجتماعية الافتراضية على الانترنت مثل الفيسبوك. ولا يمكن تجاهل عدد كبير من المواقع التى تتيح بث مقاطع صوتية أو تسجيلية مثل اليوتيوب تتيح تكوين قنوات سريعة وفاعلة الى أكبر شريحة من الطلاب والطالبات وفي اماكن مختلفة. كما ان التواصل من خلال العالم الافتراضي تجاوز أجهزة الحاسب الالي الى اجهزة الهواتف المحمولة بمختلف انواعها حيث صارت امكانية التواصل متاحة خلال ساعات اليوم الاربع والعشرين. ان تطويع هذه الوسائل الاليكترونية وسبر اغوارها لخدمة جيل اليوم مهمة ليس بالسهلة، خاصة وانهم برعوا فيها بشكل مثير للاهتمام والاعجاب. فتثاقل خطى أي مؤسسة أكاديمية للحاق بركب التقنية الحديثة سيسبب فجوة كبيرة لا بد ان تتسع مع الوقت. فالتواصل بين القائمين على العملية الاكاديمية على مختلف طبقاتهم مع الطلاب والطالبات لا يكون مجديا ولا يفى بالغرض اذا تم عبر القنوات الرسمية والتعاميم البيروقراطية ، لكن استبدال تلك الوسائل بالتواصل عبر منتديات الحوار والشبكات الاجتماعية الافتراضية سيساعد على ايصال رسالة ورؤية المؤسسة الاكاديمية بشكل مبسط ومباشر. ويمكن أيضاً ايصال قيم محددة وتنمية أي عادات ايجابية والتنبية على اي عوامل سلبية بدون اي حواجز ويتيح مجالاً كبيراً لايصال وجهات نظر الطرفين بدون أي قيود الرسمية. كما انه سيساعد على تشكيل وعي فئات اجتماعية كبيرة تتأثر من محيط واسع لا تحده اسوار الجامعة أو حدود الوطن. ان من يتخلف عن ركب عالم الانترنت الافتراضي فلن يستفيد من وسائل نامية في وقتنا الحاضر كما سيخسر طريق المستقبل وسباق التطور. إن هذه التغيرات المتسارعة تجعلنا بحاجة ماسة الى اعادة النظر في كيفية التواصل مع جيل اليوم الذي يركض لاهثا لاجادة كل ما هو متاح في فضاء الانترنت ... فأدوات التواصل أختلفت، ووسائل الحور تغيرت ... فهل نحن مستدعين للتكيف مع جيل اليوم ومع هذا العالم المتجدد؟

الخميس، 11 فبراير 2010

خبر: يوم المهنة الطبي الرابع

10 فبراير 2010
يوم المهنة الطبي الرابع

تنظم جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ يوم المهنة الطبي الرابع يومي الأربعاء والخميس 10 و 11 من شهر ربيع الأول 1431 هـ (الموافق 24 و25 فبراير 2010 م) بمشاركة 12 متحدثا من رواد وخبراء التعليم والتدريب الذين يمثلون جامعات مرموقة وجمعيات عالمية معنية بمستقبل المهنة في عدد من دول العالم بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين متحدثا من داخل المملكة وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض. ويستضيف برنامج اليوم تحقيقًا لرغبة الطلاب والطالبات المسجلين سعادة وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث ليستعرض برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والأمين المساعد للهيئة السعودية للتخصصات الصحية لعرض فرص التدريب المحلية. كما يستعرضون متحدثون عالميون الفرص المتاحة للتدريب في عدد من دول العالم.

صرح بذلك الدكتور محمد بن سعد المعمرى رئيس اللجنة المنظمة والعميد المشارك بكلية الطب وقال إن الجامعة تستهدف من فعاليات هذا اليوم الإسهام مع نظيراتها من الجامعات السعودية في تشكيل بيئة مناسبة لطرح واقع الطلاب والطالبات في مجالات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة بحيث يزيح عنهم أي حيرة في تحديد الخيار الأفضل والمناسب لمستقبلهم. وأضاف: إن أنشطة يوم المهنة الطبي الرابع وكل برامجه تحظى بدعم كبير ومتابعة دقيقة ومباشرة من معالى مدير الجامعة والمدير العام التنفيذى للشؤون الصحية بالحرس الوطنى الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوى الذي يحرص على أن تحقق هذه الفعاليات أهدافها المهنية المرجوة منها، والاَّ تقتصر على تخصص الطب البشرى فقط، وأن تتوسع لتشمل مسارات جديدة تحقق اهتمامات طلاب وطالبات كليات طب الاسنان والصيدلة وتوفر لهم أيضًا فرصة الاطلاع على كل ما يهمهم في مجالى التدريب والتوظيف بما يهيئ لهم أفاقًا مستقبلية واسعة معربًا عن أمله في أن تكون هذه المبادرة الرائدة مقدمة إلى أن يشمل يوم المهنة التخصصات الصحية الأخرى مستقبلاُ.

وتابع الدكتور المعمري مبيِّنًا أن اللجنة المنظمة أضافت إلى البرنامج حلقات تفاعلية بُغية تطوير مهارات الحضور في كتابة السير الذاتية والحوار والمقابلات الشخصية واختيار التخصص المناسب مشيرًا إلى أنشطة اليوم الثاني تتفرع لعدد من المسارات تغطي أكثر من 30 تخصصًا. وثمَّن المشاركات الفعالة لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في عدد من اللجان وفي الإعلام والإعلان عن يوم المهنة الطبية مما أدَّى إلى إغلاق مدة التسجيل مبكرا بعد أن تجاوز عدد المسجلين حاجز 2500 منوهًا إلى أن اللجنة المنظمة حرصت على توفير كافة المعلومات المتعلقة بالبرنامج العام والبرنامج العلمي على الشبكة العتكبوتية: (http://www.mcd4.org/ ).

أعتمدت وأختتم د. المعمرى تصريحه موضِّحًا أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية أعتمدت 17 ساعة تعليم مستمر معتمدة علمًا بأن فكرة يوم المهنة الطبي بدأت بمبادرة طلابية لقيت دعمًا كبيرًا من عدد من الجامعات وتشجيعًا من وزارة التعليم العالى تنفيذا لرؤى خادم الحرمين الشريفين واستراتيجته الهادفة إلى تعزيز العديد من المجالات وعلى رأسها التعليم والصحة.

خبر: الجامعة في المعرض الدولي للتعليم العالي

الجامعة في المعرض الدولي للتعليم العالي
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله افتتح معالي وزير التعليم الدكتور خالد بن محمد العنقري يوم الثلاثاء الماضي 11 صفر 1431هـ (الموافق 26 يناير 2010م) فعاليات المعرض الدولي للتعليم العالي الذي نظمته وزارة التعليم العالي 11 - 14 صفر 1431 هـ بمشاركة أكثر من 300 جامعة عالمية شهيرة المعرض من بينها جامعتي أكسفورد وكامبردج البريطانيتين، وجامعتي ييل وبيركلي الأمريكيتين، وجامعة دي روي الفرنسية، وجامعتي تورنتو وميغيل الكنديتين، وجامعة برشلونة الإسبانية، وجامعتي سيدني وأستراليا الوطنية، وجامعة طوكيو اليابانية، وبحضور عدد من مديري الجامعات السعودية.

كما شارك في المعرض عدد من مؤسسات التعليم العالي العالمية والمنظمات الدولية ذات العلاقة إلى جانب مشاركة الجامعات السعودية والمعاهد العليا وهيئات الجودة والقياس والتقويم والاعتماد الأكاديمي والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ومراكز الأبحاث والدراسات بلغت في جملتها 340 جامعة تمثل 30 دولة.

وبعد وقائع حفل الافتتاح تجوَل معالي الدكتور العنقري على أجنحة الجامعات والمؤسسات التعليمية المشاركة، وزار جناح جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بصحبة عدد من مديري الجامعات حيث كان في استقبالهم معالي الدكتور بندر القناوي مدير الجامعة والمدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني الذي قدَّم لمعاليه ومرافقيه شرحًا عن إنشاءات المدن الجامعية ومشروعاتها بالمناطق الثلاث الوسطى والغربية والشرقية والمراحل التي وصلت إليها حتى الآن، وعن تطور مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، ثم ألقى الضوء على الفرص المتاحة للتعليم بالجامعة وبرامج الدراسات العليا ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية ومركز الطب المبني على البراهين. صرح بذلك الدكتور محمد المعمري العميد المشارك للشؤون السريرية بكلية الطب وقال إن معالي الدكتور العنقري ومرافقيه اطَّلعوا على مقتنيات جناح الجامعة وشاهدوا عددًا من البرامج الأكاديمية والعلمية التي تقدمها فضلاً عن نشاطاتها وبرامجها البحثية.

وأضاف: لقد أثنى معالي الدكتور العنقرى على جهود الجامعة وأنشطتها وما حققته الجامعة من تطور وتقدم خلال مدة قصيرة من إنشائها، كما أشاد بالمعرض ومحتوياته من منشورات ومطويات ولوحات والبرامج والصور والكتيبات الخاصة بالكليات وبرامجها ومركز الأبحاث موضِّحًا أن فعاليات الجناح اشتملت على عروض لأفلام عن نشأة الجامعة وتطورها ورسالتها وقيمها وأهدافها. كما أعرب عن شكره للقائمين على معرض الجامعة متمنيًا لهم كل التوفيق في خدمة مؤسستهم الجامعية أكاديميًّا وعلميًّا وبحثيًّا باعتبارها من الجامعات حديثة النشأة.

وقد شارك طلاب الجامعة في الفعاليات المختلفة واستقبال الزوار وتقديم الشرح لهم حول الجامعة وأنشطتها مبينًا أن جناح الجامعة أُعِدَّ بواسطة شركة متخصصة في هذا المجال، وقد حظي بقبول وإعجاب الزوار حيث تولت المجموعة المشرفة عليه توزيع هدايا عليهم تحمل شعار الجامعة.

ومن الجدير بالذكر أن فعاليات البرنامج العلمي للمعرض تضمنت 18 جلسة تحدث فيها أكثر من 50 متخصصًا يمثلون جميع قارات العالم في ظل التنافس العالمي وتم مناقشة أهمية تطوير التعليم في الجامعات والارتقاء بمؤسساته التي تحمل مسؤولية إعداد الشباب للإبداع والابتكار والإسهام الفعال في دعم وقيادة مسيرة تنمية مجتمعاتهم ونهضتها.

السبت، 30 يناير 2010

خواطر أكاديمية: يوم المهنة الطبي ومستقبل الطلاب

خواطر أكاديمية

يوم المهنة الطبي ومستقبل الطلاب

فبراير 2010

د. محمد بن سعد المعمري

يوم المهنة مبادرة طلابية نشأت عام 2007، ثم نمت الفكرة وتطورت بعد أن رأت الجامعات السعودية وجاهتها واقتنعت بأهدافها، ثم تبنت تنظيمها بصفة دورية يشارك فيها طلبة وطالبات الطب وأطباء الامتياز الذين يمثلون مختلف مؤسسات التعليم العالي . وأخضع طلاب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فكرتهم إلى التطبيق بعد أن تبلورت واتضحت فوائدها وأهدافها، فتحولت الرؤية والتصور إلى واقع ظهر في يوم المهنة الطبي الأول عام 2007م.

وانتقلت الفعاليات في العام التالي 2008م إلى المنطقة الشرقية حيث استضافت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يوم المهنة الطبي الثاني، بينما تولى طلاب جامعة الملك سعود بالرياض تنظيم فعاليات اليوم الثالث خلال العام المنصرم 2009م

وها هي جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية تنظم أنشطة اليوم الرابع تجسيدًا لشعار "المستقبل بين الواقع والمأمول" وتأكيدًا لصبغتها التخصصية، بل ومن أكثر الجامعات المعنية باستثمار فعاليات اليوم من أجل تحقيق أكبر قدر من المنفعة والفائدة لطلاب التخصصات الصحية وأطباء الامتياز وحديثي التخرجن وقد انهمك طلابها في الإعداد لهذا اليوم منطلقين من المناهج الحديثة التى تطبقها جامعتهم وهم يسعون بجدية إلى تأكيد نهجهم في الممارسة من خلال شعار: "سلامة المريض تهمّنا"، وإلى تحقيق عدة أهداف قيمة تتلخص في الآتي:

· التوعية بالعديد من الأمور والقضايا التي تهمّهم من أجل تحقيقها وإنجازها خاصةً قبل التخرج.

· التجهيز والإعداد لدخول الاختبارات العالمية والمحلية والتي يجب اجتيازها قبل التخرج.

· تعزيز المهارات والقدرات اللازمة لتحقيق القبول في البرامج الطبية المرغوبة بعد سنة الامتياز.

· إعطاء فكرة عامة وشاملة عن جميع التخصصات الطبية المختلفة وشتى المجالات الصحية.

· تنمية المهارات الشخصية والمهنية عبر العديد من الفعاليات الفعالة.

كما يهدف شعار يوم المهنة الطبي الرابع إلى تهيئة بيئة مناسبة لطرح واقع الطلبة والطالبات في مجالات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة بغرض إزالة أي لبس أو حيرة فيما يتعلق بتحديد الخيار الأفضل والمناسب لمستقبلهم، ومن ثم إنارة طريقهم نحو أهدافهم المهنية المرجوة

ومن المهم هنا الإشارة إلى أن يوم المهنة الطبي الرابع لا يقتصر على تخصص الطب البشرى فقط، بل أُضاف له القائمون عليه مسارًا جديدًا يوافق ويلبي اهتمامات طلبة وطالبات وخريجى كليات طب الاسنان والصيدلة بغرض إطلاعهم أيضا على الفرص المتاحة في مجالى التدريب والتوظيف، وتنويرهم بما يتهيأ لهم من آفاق مستقبلية واسعة ورحبة، ولعل هذه الخطوة تشكل مقدمة إلى إدخال تخصصات صحية أخرى في فعاليات يوم المهنة مستقبلاُ.

وتستعرض أنشطة اليوم عدة موضوعات تتصف بأهمية كبيرة لطلبة وطالبات الطب وأطباء الامتياز والاطباء حديثى التخرج وكذلك طلبة وطالبات الصيدلة وطب الأسنان حيث، يطلعون من خلال البرنامج العلمي على فرص التدريب التي توفرها برامج الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، إضافة الى برامج الابتعاث بالجامعات السعودية وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فضلاً عن الفرص الوظيفية بالقطاعين الحكومي والخاص. ويشارك في أنشطة هذا البرنامج خبراء من كندا وأمريكا وأوروبا وأستراليا لإلقاء الضوء على إمكانيات التدريب المتاحة خارج المملكة. كما سيلم الطلبة بوسائل وقنوات التواصل مع الجامعات ذات الخبرة العريقة ومراكز التدريب العديدة، والتعرف على أنظمتها وإجراءاتها التعليمية والتسجيلية والعلمية.

وتدور انشطة برنامج اليوم حول أربعة محاور هي: مهنة الطب والفرص المتاحة في المملكة العربية السعودية، فرص التدريب المتاحة في الخارج، تعزيز المهارات للحصول على فرص قبول أفضل، إستعراض بعض التخصصات الصحية.

السبت، 9 يناير 2010

خواطر أكاديمية: تكوين شخصية الطالب

خواطر أكاديمية

تكوين شخصية الطالب

يناير 2010

د. محمد بن سعد المعمري

لا تقتصر خطة أي صرح أكاديمي على تقديم برامج تعليمية متطورة عبر وسائل تقنية إبداعية في بيئة أكاديمية متميزة فقط، بل تُعوِّل كذلك على الاهتمام بالانشطة غير المنهجية ودعمها وتفعيلها، ويعد ذلك جزءًا من رسالة أي جامعة تستهدف الوصول إلى مخرجات تعليمية ذات جودة عالية، لذلك فإن من أهم طرق تحقيق هذه الرسالة؛ زيادة رصيد الطالب المعرفي وصقل مهاراته عبر فعاليات متعدِّدة خارج الفصول الدراسية. وبذلك تخرج العلاقة بين الطالب ومعلمه من الاطر التقليدية والأنشطة الصفية البحتة ـ التى كانت تعد من أٌسس تحصيله العلمي ـ إلى أفق أرحب من التفاعل والتواصل البناء، وبما يتوافق مع الهوية الوطنية والضوابط الاجتماعية والأهداف الإنسانية. ومن البدهي أن تساهم وسائل الاتصال الحديثة ـ مثل الإنترنت ووسائل الاعلام المختلفة ووسائط الاتصال المتقدمة ـ في توسيع قاعدة الأنشطة غير الصفية والتوعية لتنتفع بها شريحة كبيرة من المجتمع، وفي توعية الطالب بأهمية استثمار وقته والاستفادة منه لتنشيط قدراته الذهنية وطاقاته الجسمية. وتهيئ ممارسة هذه الانشطة للطالب فرصة تحقيق ذاته عبر اختيار النشاط الذي يتوافق مع ميوله، ويصوغ من خلاله تصوراته المستقبلية. وهو بذلك يُنمِّي إحساسه بالمسؤولية، فمتى ما حظي بحرية الاختيار؛ فإنه سيتفانى في إثبات وجوده وقدراته، فهذا النوع من النشاط يُخرجه من من لُجَّة تركيزه على تخصصه إلى الاهتمام أكثر ببناء مهاراته بتزكية روح العمل الجماعي في داخله ومن ثم الانخراط في مشاركة فاعلة مع فريق يضم أشخاصًا يمثلون مجالات مختلفة، وبهذا يكتسب قدرة على التعاون والتكُّيف مع الأخر مما يحقق تكامله واتزانه نفسيًّا وذهنيًّا واجتماعيًّا. وتنشط لديه أيضًا مهارات التواصل والحوار مع بيئة تختلف كلية عن بيئته الجامعية والمنزلية. وهي تقوده إلى رؤية نتيجة مخرجات عمله، ويستمتع كثيرًا بالإشادة عندما تأتيه من مصادر مختلفة ومستويات متعددة. وتُنير كذلك طريق حياته المستقبلية بما يدفع بيئته المحيطة إلى تشكيل إنطباع ايجابي عنه. وتبرز أهمية الانشطة غير المنهجية بشكل أكبر في التخصصات الصحية التى يتزايد اعتمادها على روح العمل الجماعي والتواصل والتفاني ونكران الذات بسبب طبيعتها التى تتعامل مع المريض. كما تتراكم لديه مهارات عديدة تشكل النواة أو اللبنات المكونه لشخصيته كعضو فاعل في مجتمعه ونافع لوطنه.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

خواطر أكاديمية: جامعة بلا ورق


خواطر أكاديمية

جامعة بلا ورق


ديسمبر 2009



د. محمد بن سعد المعمري


تواجه عملية الانتقال من الطرق التقليدية إلى الطرق الإبداعية الحديثة في العادة عدة عقبات؛ فعلى مدى سنوات طويلة استحكم التعامل بالورق في المعاملات الديوانية والمكتبية وأصبح روتينًا راسخًا لا يمكن الحياد عنه، أما ألان فقد انتقل الورق إلى الهامش، وأضحت عملية الاستغناء عنه في المجالين الاكاديمي والبحثي واقعًا لا يمكن تجاهله، فنحن نعايش الآن خطوات منتظمة ومتسارعة لتحويل المناهج الأكاديمية إلى إلكترونية محملة على الشبكة العنكبوتية أو على بعض الوسائط الحديثة، ويبدو ذلك واضحًا في الاستخدام المتزايد للتواصل الإلكتروني وما يحظى به من قبول ملحوظ في أوساط المتعاملين. ونتمنى أن يعمَّ الاستخدام الإلكتروني العمليات الإدارية كافة. ولا شك أن الجهود المبذولة الآن لا تزال محدودة ولم تتطور إلى استراتيجية يتبناها الجميع مدعومة بنظم إدارة حديثة تتطوع لتوافق متطلبات الجامعة. فتصوير التعاميم والمشاريع والتعيينات والترقيات والنشر مع تصنيفها وتوزيعها وتجليدها تستهلك كميات كبيرة من الورق وأسطوانات الحبر، وتهدر وقتًا ثمينًا للعاملين في إعدادها، فضلاً عن تأخر وصولها إلى المعنين عبر البريد التقليدي، إضافة إلى إجراءات استقبالها وفرزها وحفظها والرد عليها. فتلك تكلفة مالية عالية جدًّا؛ خاصة إذا أضفنا لها قيمة المهدر من الأوقات. وفي المقابل لا يمكننا إغفال سرعة إنجاز العمليات الادارية والاكاديمية عند مكننتها أليا وانعكاسها على مدى رضى أصحاب المصلحة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس والعاملين كافة. وللأسف لا توجد لدينا إحصائيات دقيقة عن كمية الورق المستخدم وحجم التكلفة المصاحبة لكل ورقة!! لكن إحدى جامعاتنا السعودية قدَّرت أن كمية الأوراق المستخدمة لمجلسها العلمي تبلغ عشرين ألف ورقة أسبوعيًّا. ولذا فإن عملية الانتقال إلى آليات العمل دون ورق تتطلب جهدًا مؤسسيًّا وقرارًا استراتيجيًّا لحصر كل العمليات الأكاديمية والإدارية وتوفير الإمكانات البشرية والإدارية التى تُحيل تلك العمليات إلى تعاملات آليه بحتة. وبالطبع فإن عملية التغيير لن تكون سهلة أيضًا على مستوى مستهلك تلك الخدمات؛ خاصة إذا كان تقليديًّا لا يؤمن إلا بالتعامل الورقى ويستصعب التعامل مع التقنية. عليه تلزمنا تهيئة وتعزيز مهارات التعامل الإلكتروني وتوفير النهايات الطرفية التى تُمكِّن الجميع من الوصول إلى تلك الانظمة، كما أن إتاحة الوصول إليها خارج جدران الجامعة؛ ترفع قدرة التواصل بين كافة أصحاب المصلحة. وقد بيَّنت تجربة العديد من القطاعات تحسُّن عامل الرضى لدى المستهلكين بشكل كبير عند مكننة العمليات بنظم سهلة التطبيق.. ونتطلع مع اقتراب تسلُّم مشاريع المدن الجامعية الجديدة وما تحويه من تقنيات ذكية، إلى إطلاق شعار: "جامعة بلا ورق".

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

خواطر أكاديمية : المنهج ... كائن حي

خواطر أكاديمية

المنهج ... كائن حي

نوفمبر 2009

د. محمد بن سعد المعمري

تعد إدارة المناهج وتطويرها من التحديات الكبيرة للعملية الأكاديمية، فنتيجة للتقدم الكبير والتوسع السريع في المعرفة بشكل عام ومجالات البحث العلمي بشكل خاص، أصبحت عملية تطوير المناهج وادارتها عاملا مهما في استمرارية نجاح أي منشـأة أكاديمية وقدرتها على التميز والابداع والمشاركة الفاعلة في المجتمع. ويزداد التحدى في المجال الصحي لتسارع المتغيرات وارتباطها بنظام صحي يزداد تعقيدا وتطورا. فمهما بلغ تأهيل عضو هيئة التدريس ومهما بلغت البنى التحتية، فإنها لا تؤدى الى تعليم كفائته عالية النوعية من مضمون وطرق ووسائل بدون تحديد الثابت والمتغير في المناهج. فعندما تطغى الثوابت على المتغيرات، يكون المنهج جامدا ويفقد تدريجيا موائمته لاحتياجات المجتمع وجودة المخرجات التعليمية. والعكس صحيح عند تطغى المتغيرات، يفقد المنهج ثباته واستقراره وتناسق أداء أعضاء هيئة التدريس معه وعدم مواكبة وسائل التعليم له. فالثابت مثلا يشمل وجود الاهداف التعليمية والمحتوى المعرفى والمهارات الاساسية، وتنظيم المقرارت الاكاديمية، وتطبيق طرق تعليم حديثة، واستخدام الوسائل التعليمية الاليكترونية المتطورة، وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس، وتطبيق طرق تقييم وتغذية راجعة مناسبة. أما المتغيرات فتشمل المراجعة الدورية المستمرة لمحتوى الثوابت المذكورة آنفا، والتأكد على موائمتها وتطويرها، كما تشمل أيضا المراجعة المرحلية بناء على ما ينتج من مراجعة دورية وما يستجد من معارف ومهارات وتقنيات. أما الجانب الأخر فهو إنغماس القائمين على العملية التعليمة بجوانب ادارة المنهج وتشغيله والتعامل مع المشاكل اليومية من نقص في أعضاء هيئة التدريس وتضارب المواد وتجهيز الامتحانات، ويكون ذلك على حساب تطوير المناهج واحداث التغيرات الضرورية والاساسية في الأهداف التعليمية وطرق التعليم والوسائل المطبقة وطرق التقويم. وينتج عن التركيز الكبيرعلى ادارة المنهج وتشغيله جمودا تدريجيا حتى يصبح للمناهج قدسية تؤدى مع مرور الوقت إلى مقاومة أي تغيير أو تطوير. إن العملية المنظمة لتطوير ومراجعة المناهج تؤدى إلى تحفيز القائمين عليها بعمل مراجعات دورية والنظر في توافق مخرجاتها التعليمية مع حاجة المجتمع وسوق العمل، لذا فالمنهج يتفاعل ككائن حي يتأثربالمدخلات وتؤثر عليه المخرجات ويتجاوب سلبا أو ايجابا مع العوامل المحيطة به من اعضاء هيئة تدريس ونوعية الطلاب والطرق والوسائل التعليمية والبيئة الاكاديمية بحيث يستمر في النمو في مراحل متعاقبة ليحقق أهدفه المرجوة.

الاثنين، 9 نوفمبر 2009

خواطر أكاديمية: جامعة المستقبل في يوم الوطن


خواطر أكاديمية


جامعة المستقبل في يوم الوطن


أكتوبر 2009



د. محمد بن سعد المعمري


يحمل لنا بداية العام الأكاديمي 2009/2010 عدة مناسبات كل منها يستحق أن يفُرد له موضوع مستقل. في البدء نرحب بطالبتنا وطلابنا في بداية العام الجديد، نرحب بالمستجدين منهم في كافة الكليات، كما نرحب أيضا الى من أنضموا الينا في برامج الدراسات العليا المختلفة. وإزدانت إحتفالية العام الأكاديمي الجديد بثلاث مناسبات أخرى عزيزة علينا في الاسبوع الماضي، عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في يوم الوطن. فاليوم الوطنى ذكرى عزيزة على قلوبنا تحمل عبق التاريخ على مدى ثلاثة ارباع القرن، ملحمة قل أن يجود التاريخ بمثلها انطلقت قبل أكثر من قرن ليعيد المؤسس توحيد أرجاء الوطن في نسيج متناسق متكامل وكيان فرض مكانته عاليا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا. جاء المؤسس برؤية انبثقت من عزيمة صادقة قوية تُبشر ببزوغ فجر جديد يلُم أرجاء الوطن في مشروع عالمي له اولوياته ومصالحه وصداقاته.


وكما استشرف الملك عبدالعزيز هذا الكيان، يأتى الملك عبدالله ليضع تحديات المستقبل امامه ويختار التعليم كأحد أهم الخيارات الاستراتيجية في أجندته لاختصار الزمن معززاَ تكامل مشروعنا الحضاري اقتصاديا واجتماعيا وتربويأ، مشروع ينقل الوطن من متلقى للمعرفة إلى صناعة المعرفة والمشاركة الفاعلة فيها. كما يدشن في هذا اليوم جامعة العلوم والتقنية على الساحل الغربي، جامعة تسعى لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين التى روادته بأن تكون صرحاً عالمياً للابحاث تستقبل طلاب الدراسات العليا المتميزين والمبدعين والموهوبين من مختلف انحاء العالم، ومبشرة بإنطلاقة عصر جديد من الانجاز العلمي في المملكة. فجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، جامعة متخصصة أخرى مثل جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، جامعتان شيدتا في مرحلة جديدة قفز فيها عدد الجامعات من سبع الى ما يزيد على ثلاثين جامعة تضم ما يقارب مليون طالب، بحيث شهدنا في الفترة الماضية جامعة كل ثلاثة أشهر، وخمس كليات كل شهر، وثمانمائة مبتعث كل شهر. فهذه المشاريع الاكاديمية العملاقة سنشهد مخرجاتها خلال السنوات القليلة القادمة، خاصة وأنها تحمل رسالة هامة تسعى الى سد حاجة سوق العمل ودعم العمل البحثى وتعزيز مكانة المملكة العلمية عالميا.

خواطر أكاديمية: من أين يبداء التغيير؟

خواطر أكاديمية

من أين يبداء التغيير؟

يوليو 2009

د. محمد بن سعد المعمري

يشغل التغيير حيزا كبيرا من الاهتمام لتطوير بيئة العمل، وهذا التغيير لا يكون من أجل التغيير فقط، بل لا بد ان يكون له أهدافا محددة وواضحة. والبيئة الاكاديمية ليست بمعزل عن ذلك بل هناك متغيرات كبيرة تظهرها البراهين العلمية المتجددة التى تفرض التفاعل معها لكي لا تتحول تلك المتغيرات الى ثوابت بفعل الزمن. فالعملية الأكاديمية مثلا لا بد ان تعامل بحيوية وتكون قابلة للتجديد والمراجعة مع مرونتها لأي تغيرات ابداعية. ومما يؤسف له، الجمود الذى أصبح صفة تلازم بعض البيئات الاكاديمية وركونها الى الراحة بتكرار اعادة محتواها ومناهجها بدون أجراء أي مراجعات. أن تغيير البيئات الاكاديمية يبداء بالوصول الى القناعة بأن يكون هناك حاجة ماسة لذلك. وتنبع تلك الحاجة من عوامل داخلية أو خارجية، فالعوامل الداخلية تأتى من قناعة بعض أعضاء هيئة التدريس أو من في حكمهم بإبداء الرغبة لذلك مبنية على التطورات المتتالية في مجال عملهم وأهمية ان يواكبوها لكي لا يتخلفوا عن الركب. وربما أتى التغيير من دافع مؤسسي للتجديد والتطوير ومواكبة الابداع العلمي بفرض أجندة جريئة للخروج من البوتقة التقليدية الى رحاب أوسع وخيارات أفضل. وقد يكون المحرك للتغير نابع من عوامل خارجية مثل تأثر المخرجات التعليمية وعدم مواكبتها لاحتياجات سوق العمل، أو ظهور منافسين جدد يقدمون حلولا أفضل ووسائل تعليمية وتقنية أجود تغرى المتقدمين على التنافس للانضمام الى ركب المطوريين وترك التقليدين يعيشون واقعهم بمنظور الماضى. إن محرك التغيير هو الوصول الى القناعة به كخطوة أولى، وأن تعمم مبادئه وأسسه على قطاع أكبر من المعنيين. فمن عايش عملية التغيير يعرف صعوبة توليد هذه القناعة والأصعب منها تهيئة البيئة المحيطة بالخروج من الروتين المعتاد والنظام الرتيب الى الاستثمار في بناء منهج أكاديمي أو نظام أكاديمي يضمن أستمرارية تفوق المؤسسة التعليمية واستمراريتها. فهناك أمثلة لمؤسسات عريقه لم تعايش عصرها وتغيراته وأستمرت تنظر الى محيطها من أبراج عاجية حتى أهتزت وتأثرت بفعل قوى التحديث المدعومة ببراهين علمية وتوجهات حديثة تواكب متطلبات العصر. إن من المتوقع أن يواجه التغيير الاكاديمي مقاومة وتشكيك بعدم نجاحه، لذلك لا بد ان يكون من خلال خطة عملية متدرجة مع دعم من القيادات الاكاديمية لسياسة التغيير من خلال تبنيها رؤى وقيم واستراتيجات حديثة وجديدة تضمن استمرارية نجاح ونمو المؤسسة التعليمية.

خواطر أكاديمية: البعد الأكاديمي ... والتمييز في المجال الصحي

البعد الأكاديمي ... والتمييز في المجال الصحي

د. محمد بن سعد المعمري

يعد الوصول إلى التمييز في المجال الصحي أحد التحديات الكبيرة التى تواجه أي قطاع. فلا يكفى أن تكون هناك منشأت ضخمة وأجهزة متقدمة إذا لم يكن هناك تنمية شاملة للقطاع ليتماشى مع تلك الانجازات المادية. وبطبيعة الحال أن يسعى أي قطاع إلى تطبيق معايير مهنية عالية وعملية تطوير شاملة للوصول إلى التمييز، لكن عند عمل مسح سريع لأفضل القطاعات الصحية عالميا، نجد أن هذا التمييز أتى من قوة القطاع الاكاديمية والبحثية، فمنشأت متقدمة مثل مايو أو كيفلاند كلينك عرفت بتميزها البحثي وقوة مخرجاتها التعليمية، مما ساهم في جذب أفضل الخبرات لديها مساهمة في رفع أسهمها عاليا في مجال الخدمة الصحية. وتعتبر تهيئة البيئة الاكاديمية والبحثية من العوامل الهامة لأي قطاع يسعى الى التقدم والوصول الى العالمية، و ألية إعاد التأهيل عملية معقدة ومركبة وشاملة في نفس الوقت. وأبعاد تلك العملية وطبقاتها متعددة بحيث تشمل جوانب الدعم القيادي، وتطويع الانظمة، وتسهيل تطبيقها، مع تعزيز مهارات الفرد العامل بمختلف الدرجات. ويتمثل الدعم القيادي في مراجعة رسالة ورؤية القطاع ليكون البعد الاكاديمي والبحثي عنصرا رئيسا فيهما لما يمثله ذلك من دعم كبير له لتطوير نفسه وشحذ همم العاملين فيه ليقدموا خدمات صحية مبينة على أفضل البراهين وأحدث التطورات مدعومة بالتوجة العلمي المبدع ترجمة لرؤية القيادة. وبطبيعة الحال أن الاتجاة بهذا المنحى يتطلب توافر الدعم الشامل لنجاح تلك الرؤية عبر تسخير أفضل الامكانات. فبدون هذا الدعم القوي لن تؤتى جهود العالمين النتائج المرجوة، وبذلك تسهل عملية تطويع الانظمة نتيجة لهذا الدعم لتقبل مزج الابعاد الاكاديمية والبحثية فيها، بحيث تتحول إلى قيم أساسية للقطاع وبالتالى إلى أهداف استراتيجية. ولأن أي عملية تطوير شاملة لا يمكن أن تتم بدون الفرد، فلا بد أن يكون دعمه عنصرا أساسيا عبر تعزيز مهارته وتطوير قدراته من خلال فعاليات علمية متعددة ومحفزات مجزية ليضيفوا زخما اضافيا للوصول الى الاهداف الاستراتيجة وبالتالى تحقيق رؤية القطاع. إن مثل هذا التوجه لا يمكن أن يتم عبر التنظير بل يتطلب جهدا مضاعفا على مختلف المستويات مع ما يصاحبه من تحديات وعوائق تذلل عبر الجهد المخلص وتحديد مكامن القوة التى تسهل التغلب على أي مصاعب، وتعد المراجعة الشاملة والدورية للقيم والاهداف اساسا هاما للنجاح والتميز.

خواطر أكاديمية: الاعتماد الأكاديمي والمخرجات التعليمية

الاعتماد الأكاديمي والمخرجات التعليمية

د. محمد بن سعد المعمري

أبريل 2009

إن الدعم الكبير الذي يلقاه التعليم العالي عامة والصحي خاصة سيؤدى إلى إستيعاب المزيد من أعداد الخريجين والخريجات نتيجة ارتفاع النمو السكاني وتؤدي إلى سد احتياجات الوطن في العديد من مجالات القطاع الصحي. فعدد كليات الطب القائمة أو المصرح لها بلغ سبعة وعشرون كلية في مختلف المناطق، منها عشر كليات قامت بتخريج أطباء حتى نهاية العام الأكاديمي 2007/2008 م. ومع توقع قيام المزيد من الكليات بتخريج دفعات جديدة أو قبول طلاب لأول مرة، يبرز على السطح قضية هامة ألا وهي نوعية المخرجات التعليمية، ومدى توافر الكفاءات الأكاديمية التى ستثرى العملية التعليمية، وقدرة الكليات الجديدة أو القائمة على أيجاد أو تأهيل أماكن تدريب تنمى القدرات المهنية والسريرية لطلابها. ويواجه التعليم الطبي أيضا معضلة تعدد طرق التعليم من تعليم تقليدى إلى تعليم مبنى على حل المشكلات وتعليم هجين بينهما، كما يحتل اختيار المناهج من جامعات قائمة مشهود لها بالكفاءة أو بناء مناهج جديدة بخبرات محلية أو عالمية نطاقا واسعا من نقاش القائمين على التعليم الطبي. جميع هذه المعطيات فرضت واقعا جديدا لا بد من التعامل معه عبر تكوين هيئة وطنية للقياس والاعتماد الأكاديمي قامت بتدشين فعاليتها بعمل العديد من ورش العمل والفعاليات العلمية لتعزيز مستوى الوعي لدى القائمين على التعليم العالي، وبناء أنظمة وادارات داخلية تهتم بالجودة وتحسين مستوياتها، لكى تبداء عملية التقويم والاعتماد الذاتي المبدئي، ومن ثم التقويم الشامل. إن عملية الاعتماد الأكاديمي تعد حجر الأساس للتأكد من أن جميع الكليات الجديدة تبنى أنظمتها عبر المعايير المعتمدة والمبنية على معايير دولية معترف بها، وتساعد الكليات القائمة على أن تكون متوافقة معها. ومن المأمول أن تسهم هذه العملية في فرز نوعي لكافة الكليات ومدى اتفاقها لكي تبرز وبشفافية مدى تقيد القطاعات الاكاديمية، وكذلك تضع خطوطا حمراء لأى منشأة لا تطبق تلك المعايير وتكشف المكامن التى ينبغى تحسينها بما ينعكس ايجابا على مخرجات تعليمية متميزة. وتكتسب عملية الاعتماد الأكاديمي أهمية كبيرة متى ما كان هناك توسع سريع في التعليم العالي بحيث تحدد خارطة الطريق لأي منشأة لكى تعمل على أن تكون العملية الاكاديمية والمخرجات التعليمية ذات مستوى مقبول ويسد العجز عبر تخريج طلاب متسلحين بسلاح المعرفة والخبرة والمهارات والسلوكيات الضروية للتعامل مع مجالات تخصصهم.