الخميس، 24 سبتمبر 2009

حوار: استشاري سعودي يحذر من تفشي الأمراض الصدرية

استشاري سعودي يحذر من تفشي الأمراض الصدرية ويطالب بتكثيف البرامج التوعوية لمواجهتها
الرياض - محمد الحيدر:
حذر استشاري سعودي من تزايد نسب معدلات الإصابة بالأمراض الصدرية حيث أشارت آخر الإحصائيات إصابة 20٪ من سكان المملكة يعانون من مرض الربو و (500000) سعودي يعانون من الانسداد الرئوي المزمن.
وقال الدكتور محمد المعمري استشاري الأمراض الصدرية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني المشرف العام على مركز التأهيل التنفسي أن مرض الربو يصيب الفئات العمرية تحت سن الأربعين ويستمر معهم , أما أمراض الانسداد الرئوي المزمن وتوسع القصبات الهوائية وتليف الرئة فيصيب الأعمار التي تتراوح بين 40 - 50 وبشكل كبير ويستمر معهم لفترات طويلة .
وانتقد المعمري الجهود التوعوية الحالية بخصوص التعريف بالأمراض الصدرية وطرق الإصابة بها والوقاية منها وعلاجها واصفا إياها بالخجولة والقليلة مشيرا إلى أن هناك جهود تبذل من مؤسسات طبية مثل جمعية طب وجراحة الصدرية السعودية التي تسعى لوضع برنامج وطني موحد لمكافحة الأمراض الصدرية بالإضافة إلى نشاط الجمعية الوطنية للربو والتي تنظم العديد من الفعاليات كإعداد البرنامج الوطني الشامل لرعاية مرضى الربو بالإضافة إلى برنامج لرعاية مرضى الانسداد الرئوي المزمن.
وعن دور مركز التأهيل التنفسي بمدينة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني بالرياض أكد المعمري أن المركز يعتبر الأول من نوعه على مستوى المملكة ويتميز بتقديم رعاية صحية عالية الجودة وفق معايير عالمية على أيدي 15 سعودياً من تخصصات مختلفة منها العلاج الطبيعي ومختصين في الخدمة الاجتماعية ومختص في الصيدلة والتغذية والتثقيف ومختص في الأمراض النفسية واستشاريين في الأمراض الصدرية مؤهلين علمياً وعملياً.
وقال أن المركز يعتمد على برنامجين الأول تعليمي تثقيفي عن شرح أمراض الصدر المزمنة وعن استخدام الأكسجين لمرضى الصدر وعن أدوية الربو و التغذية والثاني برنامج رياضي يهدف إلى رفع نسبة اللياقة البدنية للمريض ويركز فيه على ثلاثة أجزاء رئيسية في الجسم كعضلات الجهاز السفلي للجسم ويخضع هنا لممارسة عدة تمارين رياضية متنوعة منها الرياضة على المشي والدراجة الثابتة وتمارين الخاصة بطريقة التمرن وهذا لا يتم بطريقة عشوائية وإنما بأجهزة تقنية متخصصة ويتم قياس مستوى الأكسجين وضربات القلب وضغط الدم وبهذه المؤشرات والأرقام يتم متابعة حالة المريض وتطوير آلية العلاج بناء على النتائج التي ترفع عن كل جلسة وهناك جزء آخر في البرنامج العلاجي وهي طريقة التنفس وطريقة استخدام الشفتين والحجاب الحاجز في التنفس وكيفية التعامل مع أوضاع معينة للتنفس كصعود السلم أو عند الأكل ويقسم البرنامج العلاجي إلى ستة أسابيع بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيا وبعد انتهاء البرنامج يتم إعادة تقييم حالة المريض الصحية وأكد المعمري أن نتائج البرامج العلاجية في مركز إعادة التأهيل التنفسي كانت جيدة جدا حيث استطاع جميع المرضى أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.
وحول اكثر حالات الأمراض الصدرية التي تراجع المركز قال المعمري أن حالات الانسداد الرئوي المزمن تأتي في مقدمة هذه الأمراض تليها وحالات توسع القصبة الهوائية وحالات الربو المزمن الذي لا يستجيب للعلاج بشكل جيد وحالات تليف الرئة وحالات تهيئة زراعة الرئة وحالات التي تتم عمل جراحة لمنطقة الصدر لأجل إزالة أجزاء معينة بغرض تقليص حجم الرئة لمرضى انسداد الرئة.
وحول أسباب انتشار الأمراض الصدرية بالمملكة قال المعمري أن هناك أسباباً عديدة منها الوراثية خصوصا لمرضى الربو أما مرض الانسداد الرئوي فسببه الرئيس ممارسة عادة التدخين ولفترات طويلة مع عدم المتابعة الطبية فيؤدي إلى تلف بأنسجة الرئة وبالتالي إلى انسداد مزمن في القصبات الهوائية ومرض توسع القصبات الهوائية يسبب الالتهابات المزمنة والتي لا يتم علاجها بشكل كامل مثل حالات الدرن أما مرض تليف الرئة فله أسباب عديدة اغلبها غير معروف لكن المعروف منها التأثر من مفعول الأدوية أو بعض أمراض الروماتزم أو التعرض للأشعة.

وعن أبرز الصعوبات التي يواجهها الأطباء مع المرضى قال المعمري أن طريقة العلاج في الدول الأوربية تعتمد بشكل كبير على التزام المريض في الحضور بالأوقات المحددة لجلسات التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي وجلسات التثقيف الصحي بينما المرضى السعوديون يختلفون بشكل كبير فيما يخص الانضباط الزمني المحدد للبرنامج العلاجي بسبب الظروف الاجتماعية مثل عدم استطاعة النساء و كبار السن في الحضور بسبب عدم توفر المواصلات فالمركز راعى هذه الظروف وقام بتعديل برنامج العلاج لكل مريض حسب ظروفه الصحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق