الأحد، 20 سبتمبر 2009

موضوع طبي: أداء التمارين لمرضى الصدر عمل أساسي



أداء التمارين لمرضى الصدر عمل أساسي
ضيق التنفس لا يكون ملحوظاً عند بدايته
د. محمد بن سعد المعمري

إن ضيق التنفس أحد أهم اعراض الامراض الصدرية المزمنة,, والإحساس بها في مثل هذه الحالات يبدأ عادة بالتدريج ولا يحس به المريض فجأة,, ويبدأ عادة بشكوى المريض من عدم قدرته على اداء نفس مستوى التمارين التي كان يؤديها سابقا فمثلا تكون قدرة المريض على صعود اربعة ادوار بشكل مستمر وبمجهود جيد او القدرة على المشي لمسافة طويلة بمستوى من الكفاءة مرتفع، ولكن مع بدء مرض الصدر المزمن تتلاشى قدرة المريض تدريجيا بان يتمكن من صعود ثلاثة ادوار ثم دورين ثم دور وهكذا حتى يعاني المريض منها في وضع الجلوس وبدون اي مجهود,, مثل هذا التناقص في كفاءة المريض قد يحدث خلال فترة طويلة قد تصل الى عدة اشهر ولا تكون ملحوظة او ظاهرة للعيان, هذه الشكوى تستدعي تقييم الحالة من قبل طبيب مختص ويشمل التقييم الطبي خطوات عديدة تبدأ بأخذ قصة الحالة المرضية بشكل مفصل مع الاهتمام بالسؤال عن اية اعراض اخرى مثل السعال وآلام الصدر وضيق التنفس عند الاستلقاء وانتفاخ الساقين وتقوس اطراف الاصابع, يلي ذلك فحص شامل ودقيق للمريض لاكتشاف أية دلائل لأي مرض عضوي,الفحوصات الطبية عديدة اهمها عمل اشعة سينية للصدر لاستبعاد أية امراض تصيب انسجة الرئة او القلب او اية اورام او التهابات,, كذلك فحص لوظائف الجهاز التنفسي وتخطيط كهربائي للقلب,, في بعض الحالات يعمل لها اشعة مقطعية لتحديد إصابة الرئة بشكل دقيق، وفحص وظائف الرئتين والقلب اثناء التمارين يعد احد الفحوصات التي تساعد الطبيب على الوصول الى تشخيص سبب ضيق التنفس.


* ما هي أسباب ضيق التنفس؟


- الاسباب عديدة، وعملية التشخيص قد تطول وتكون مجهدة ليس للمريض وحسب بل وللطبيب ولكن اهم الاسباب:

- امراض الصدر مثل الاسنداد الرئوي الساد وتليف الرئة وضعف عضلات الصدر والربو المزمن,, العديد من هذه الحالات تستجيب للعلاج ويشعر المريض بتحسن ملحوظ.

- امراض القلب مثل هبوط القلب، وامراض الشرايين التاجية وغيرها وهذه الامراض تستجيب بشكل جيد للعلاج الطبي.

- امراض عامة مثل الفشل الكلوي، وامراض الكبد وفقر الدم وعادة يسهل تشخيصها.

- اسباب نفسية.

- أما أهم سبب فهو ضعف اللياقة البدنية الناتجة عن اللجوء للدعة والراحة وتواجد من يكفي الشخص المصاب عن اداء أعماله, وهذا السبب يكثر لدى الرجال الذين يؤدون عملا مكتبيا بحتا بدون اي مجهود بدني او النساء اللاتي يقمن بنفس العمل او يوجد من يخدمهن في المنزل زيادة لياقة الجسم البدنية بأداء التمارين المنتظمة او على اقل تقدير التقليل من استخدام الوسائل الحديثة مثل استخدام السيارة لاقرب مشوار او استخدام جهاز التحكم عن بعد (الريموت) او كثرة سؤال الابناء بأداء الاعمال البسيطة بالنسبة للوالدين,, هذه امثلة على وسائل الراحة التي يرجع تأثيرها سلبيا على المرض وتنعكس عليه بنقص في اللياقة وزيادة في الوزن واجهاد للعضلات عند اقل مجهود.


* ماذا يلزم مريض الصدر عمله لضيق التنفس؟


- هنا يتبادر للذهن سؤالان ماذا ينبغي للمريض عمله لتلافي ضيق التنفس؟ وهل الخلود للراحة السبيل الافضل لتجنب ضيق التنفس.- للإجابة على هذين السؤالين لا بد ان يقوم اي مريض مصاب بالصدر من سؤال الطبيب المختص واخذ النصائح اللازمة والعلاج الضروري لحالته ومن ثم سؤاله عن مدى قدرته على اداء التمارين الرياضية.اما هل الخلود الى الراحة السبيل الافضل لتجنب ضيق التنفس، الاجابة وباختصار بأنها ليست السبيل الافضل لذلك، بل اللجوء للراحة اكثر مما ينبغي يؤدي الى ضيق في التنفس أكثر، وذلك بأن المريض عندما يقوم باداء التمارين يصاب بضيق التنفس فيحاول المريض التقليل من اداء التمارين مما يقلل من لياقته، وبالتالي زيادة ضيق التنفس اكثر وهكذا يدخل المريض في حلقة مفرغة تنتهي بعدم قدرته على اداء اي مجهود.اهم عامل في العلاج هو فتح مثل هذه الحلقة المفرغة بان يبدأ المريض بأداء تمارين رياضية تتناسب مع حالته الصحية,, ويسعى الى التدرج فيها الى ان يصل الى مستوى لياقي جيد.


* ما هي أهم التمارين؟


- تنقسم التمارين التي تساعد مريض الصدر الى ثلاثة انواع وهي:

- تمارين الجزء السفلي من الجسم.

- تمارين الجزء العلوي من الجسم.

- تمارين الجهاز التنفسي.

تمارين الجزء السفلي من الجسم بسيطة ولا تؤدي الى اي مشاكل صحية اذا تمت تحت رعاية صحية متكاملة,, وتعتمد على تقوية عضلات الساقين والفخذين بعدد من التمارين التي لا تجهد المريض.والتدرج في المشي في ميدان خاص او على جهاز كهربائي,, وكذلك صعود السلم بشكل متكرر جميع هذه التمارين اذا عملت بشكل دوري اي 3 - 4 مرات اسبوعيا، فإن المريض يستطيع بعد مرور شهر الى شهرين من المشي لمسافة اطول واداء مجهود اكبر.تمارين الجزء العلوي من الجسم تعتمد على تقوية عضلات اليدين والساعدين وتقوية عضلات الصدر او ما يسمى عضلات الصدر المساعدة وهذه التمارين تنعكس ايجابيا على المريض بحيث تزيد قدرته على اداء الاعمال اليدوية وتزداد قوة عضلات الجهاز التنفسي المساعدة وبالتالي قدرته على المشي واداء مجهود اكبر.اما تمارين الجهاز التنفسي فتمكن المريض من التنفس بشكل عميق وبسرعة اقل فتكون كفاءة عملية التنفس افضل كثيرا.


ان الاعتقاد الخاطئ عند الكثير من مرضى الصدر من أن اداء اعمال الحياة اليومية له تأثير سلبي على المريض، اعتقاد يؤثر عليهم ويعيقهم من اداء العديد من اعمالهم,, وتعد المثابرة والصبر على التدرج في اداء كافة الاعمال اليومية مهم جدا ولكن مثل هذه التمارين ينبغي ان تعمل بشكل متدرج وبعد ان يقيم المريض طبيب مختص لتبين مدى قدرة المريض وعدم اصابته بأية امراض اخرى قد تمنعه من اداء التمارين مثل امراض القلب او امراض الشرايين,, عندئذ يسعى المريض الى بدء التمارين تحت اشراف مدرب مختص في مثل هذه الحالات حتى يتمكن من اداء هذه التمارين بشكل جيد,وعلى الرغم من اهمية التمارين فلا ينبغي ان يجهد المريض نفسه بحيث تؤدي الى اصابة احد اجزاء جسمه او ارهاقه ولنا في الآية الكريمة عبرة (لا يكلف الله نفسا الا وسعها).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق