الاثنين، 21 سبتمبر 2009

موضوع طبي: التدخين والاطفال


تعرض الطفل لدخان أربع سجائر يعادل تدخينه سيجارة
أطفال المدخنين تكثر لديهم أمراض الحساسية



الملاحظ في السنوات الأخيرة ان نسبة الأمراض الصدرية وخصوصا الربو تضاعفت خلال العقدين السابقين, أسباب مثل هذه الزيادة كثيرة ومنها التغييرات البيئية في الأجواء المحيطة بنا مع انتشار وسائل الحضارة الحديثة مثل السيارات والمصانع التي تتصاعد أبخرتها في الجو، وبعض الأشجار المستوردة التي تثير الحساسية, إلا أن أحد أهم أسباب مثل هذه التغيرات: انتشار التدخين والذي يلوث الأجواء المحيطة بنا، ويعتبر دخان التبغ بجميع أنواعه أحد أكثر المواد التي تهيج وتؤثر على الصدر, ونقصد بالتبغ هنا التدخين والغليون والشيشة والمعسل وما شابهها.
تأثيرات التدخين كثيرة ويتطلب تعدادها مجالا أكبر, إلا أن أهمها أمراض الرئة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وكذلك أمراض القلب وشرايينه وأنواع كثيرة من الأورام الخبيثة والحميدة.مثل المشاكل الصحية السابق ذكرها ناتجة عن تأثير التدخين المباشر على الرئتين والجسم, وهذه المشاكل ليست الوحيدة الناتجة عنه ولكنها تتوسع وتمتد الى البيئة المحيطة بالمدخن أو ما يسمى بالتدخين السلبي الناتج عن استنشاق دخان سجائر من قبل شخص آخر، ليدفع مثل هذا الشخص البرىء الضريبة لخطأ شخص آخر.التدخين السلبي ينتج عن اشعال المدخنين السيجارة في مكان مغلق أو عام عند الآخرين، مثل أن يكون في السيارة أو داخل المنزل أو مكان العمل أو المصعد أو الأسواق, غير المدخن عندما يتعرض لمثل هذه المواقف تنعكس سلبا لديه بحيث تؤثر على جهازه التنفسي مسببة كحة سعال وأزمات ربو وتؤثر على الأنف والجيوب الأنفية وتسبب حساسية العينين, كل ذلك اضافة الى تلوث الهواء بدخان السجائر,ولقد ثبت علميا ان تعرض غير المدخنين لدخان 4 سجائر أو ما يعادلها من الشيشة أو المعسل يساوي تدخين سيجارة, ولتبيان ذلك نضرب مثلا بسيطا وهو عندما يقضي شخص مدخن سهرة مع ثلاثة أشخاص مدخنين استهلك كل منهم معدل 8 سجائر أي ما مجموعة 24 سيجارة، فكأن غير المدخن شرب 6 سجائر,, وفي اعتقادي الجازم ان مثل هذا الرقم مخيف ويتطلب وقفة حازمة، وجادة من غير المدخنين لتجنب الجلوس في الأماكن المغلقة التي يكثر فيها التدخين، وبذل أقصى الجهود لتكون مجتمعاتنا خالية من التدخين.مثال آخر مقلق ومزعج في نفس الوقت، هو تدخين الأب أمام أبنائه وزوجته في المنزل أو في السيارة والذي يجلب أكبر الضرر من الأب في حق أعز الناس لديه وهم أبنائه, فاضافة الى احتمال تعودهم وتقليدهم لوالدهم في التدخين يسبب التدخين مشاكل عديدة للأطفال خصوصا ممن لديهم حساسية في الأنف والجيوب الأنفية أو تتطلب حالتهم استئصال اللوز.فلقد أثبتت دراسة نشرت حديثا في مجلة أمراض الصدر الأوروبية وأجريت في مدينة ساسكتون في كندا، ان الكحة وأعراض الجهاز التنفسي أكثر لدى الأطفال الذين يعيشون بين أبوين مدخنين عند مقارنتهم مع أمثالهم من أطفال يعيشون عند أبوين غير مدخنين، كذلك احتمالية أن يتطور التهاب اللوزتين ويتطلب استئصالهما أكثر بكثير لدى الأطفال الذين يعيشون لدى أبوين مدخنين.هذه الدراسة أجريت على عينة من 892 طفلا وبينت أن نسبة أعراض الجهاز التنفسي مثل السعال كانت 15% لدى الأطفال الذين لم تستأصل اللوزتان لديهم ويعيشون لدى أبوين مدخنين، هذه النسبة ترتفع الى 37% عند الأطفال الذين استؤصلت اللوزتان لديهم,مثل هذه الدراسة المهمة تبين بشكل كافٍ ووافٍ مدى معاناة الأطفال الذين يعيشون لدى والدين مدخنين,ان التدخين له مضار كثيرة على المدخن، إلا انه ينبغي ان ينتبه غير المدخنين للأضرار التي تصيبهم عند مجالستهم المدخنين، وكذلك نجد هذه فرصة لتوجيه نداء للمدخنين ان يتقوا الله في أنفسهم وفي مجتمعهم وفي أعز الناس لديهم وهم أقرباؤهم وأصدقاؤهم لوقايتهم من أضرار التدخين, قال تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة).
د, محمد سعد المعمري
استشاري الأمراض الصدرية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق